في تطور مفاجئ في ملف السائقين الأربعة الذين اعتقلوا بتهمة «الاعتداء» على سائحة أمريكية، قضت المحكمة الابتدائية بمراكش، أول أمس الثلاثاء، بشهرين حبسا نافذا في حق هؤلاء السائقين المعتقلين على ذمة ما أصبح يعرف في الشارع المراكشي ب«إيقاف سيارة نقل سياحي على متنها سائحة أجنبية»، يقال إنها زوجة سيناتور أمريكي. وقد وصف السائق المعتقل رشيد الخليفة الحكم الذي أصدرته الهيئة القضائية أول أمس ب«المفاجئ»، رغم أنه أشاد بالأجواء العامة التي مرت فيها المحاكمة. من جهته، وصف حسن الكوردوني، محامي المعتقلين الأربعة بسجن بولمهارز، الحكم ب«القاسي وغير المنتظر»، بالنظر إلى أطوار المحاكمة وحقيقة الوقائع التي حدثت. وقد آزر المعتقلين الأربعة -وهم: رشيد الخليفة، نائب الكاتب الإقليمي لسيارات الأجرة الكبيرة التابعة للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وزملاؤه ميلود النافع ومحمد المديدي وعبد الصمد بوكار- إثنا عشر محاميا، بالإضافة إلى آخر انتدبه فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان-فرع بمراكش. وأشاد الخليفة بعمل هيئة الدفاع وكذا المهنيين الذين ساندوهم في محنتهم من داخل وخارج مدينة مراكش. وأشارت المصادر النقابية، التي اتصلت بها «المساء»، إلى أن الجلسة شهدت سحب الشكاية المقدمة من لدن وكالة الأسفار، في حين لم يتدخل دفاع فندق «المامونية» الذي كانت تقيم فيه السائحة الأمريكية. كما أن شاهد سائق الحافلة السياحية أدلى بشهادة تتوافق ورواية السائقين الأربعة للأحداث، على حد قول مصادر حضرت الجلسة، على اعتبار أن الشاهد أكد أن سائق الحافلة يستخلص أجرته من الزبون مباشرة وليس من الفندق، مما يعني أنه لا اتفاقية بين الطرفين. وبالتزامن مع أطوار جلسة المحاكمة، خاض مهنيو سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية، دعت إليها المكاتب النقابية الممثلة لهم في بيانها الثالث الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، وحضر أيضا لمساندة المعتقلين والمحتجين مهنيو سيارات الأجرة الصغيرة و الكبيرة بكل من مدن فاس والقنيطرة وآسفي والصويرة وتنغير، كما دعمهم مهنيو الشاحنات من مدن تازة وسلا وإنزكان وتارودانت وأكادير. وكانت المكاتب النقابية للمهنيين وجهت إلى وزير العدل، محمد الناصري، رسالة تظلم تبرز فيها معاناتهم ومراسلاتهم بالمدينة، دون أن تجد تدخلا في الاتجاه المرغوب. وتساءلت المكاتب النقابية في رسالة التظلم وطلب إقامة العدل، التي حصلت «المساء» على نسخ منها، حول ما إذا كان سبب ما يحدث لهؤلاء المهنيين هو أن القضية ترتبط بسائحة أمريكية، أم إن الأمر يتعلق بفندق «المامونية» الشهير، أم إن القضية جزء من إجراءات قمعية تستهدف الحركة النقابية؟