«تعتبر 2010 و2011 سنتا رجوع الثقة إلى المستثمرين، خاصة الذين ينشطون في سوق القيم بالدارالبيضاء»، هكذا افتتح محللو مؤسسة «التجاري أنتيرميدياسيون» إحدى الشركات المتخصصة في البورصة، تقريرهم السنوي حول استراتيجية الاستثمار الذي نشر أخيرا تحت إشراف عبد العزيز لحلو مدير البحث بالشركة التابعة لمجموعة التجاري وفابنك. فبعد سنتين من التراجعات، سجلت بورصة الدارالبيضاء خلال النصف الأول من هذه السنة نموا جيدا حيث استقر الأداء السنوي منذ بداية السنة وإلى غاية 30 يونيو المنصرم في 12.74 في المائة بالنسبة لمؤشر مازي الذي يعكس أداء جميع الأسهم المدرجة، و13.42 في المائة لمؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بالبورصة، وبالتالي فإن التقرير يتوقع نمو البورصة بأكثر من 30 في المائة خلال هذه السنة وإلى غاية نهاية شهر مارس 2011. واعتبر المحللون أن موافقة مجلس أخلاقيات القيم المنقولة بالمغرب على مذكرتين تتعلقان بعملية سحب أسهم مجموعة «أونا» و«الشركة الوطنية للاستثمار» من البورصة عن طريق عرض مفتوح لشراء أسهمها الرائجة في سوق القيم خلال الفترة من 24 ماي إلى 15 يونيو المنصرم أهم حدث عرفته بورصة الدارالبيضاء خلال هذه السنة، حيث استهدفت هذه العملية عرض شراء 12.66 مليون سهم من أسهم مجموعة «أونا» وأسهم «أس.إن.إي» بقيمة 23 مليار درهم وذلك بهدف سحب المجموعتين الماليتين من البورصة في أفق إدماجهما في إطار شركة مالية واحدة غير مسعرة في سوق القيم، وهو الحدث الذي أنعش السوق خلال الفترة السابقة، ومن المنتظر أن يستمر ذلك مستقبلا بعد عزم المجموعة إدخال كل شركاتها التابعة إلى سوق القيم في أفق 2020 – 2025 . ويستند وصف 2010 بسنة الارتفاعات على الإحصائيات المنشورة أخيرا، حيث عرفت 16 شركة فقط ضمن 74 المدرجة بالبورصة انخفاضا في أسهمها بشكل طفيف خلال الستة أشهر الماضية، حيث تكبد سهم شركة «ميد بايبر» أقوى انخفاضات السنة بحوالي 30 في المائة، ثم سهم «براسري المغرب» بأكثر من 22 في المائة بفقدانه 750 درهما خلال 2010. ولم يسلم سهم البنك المغربي للتجارة الخارجية من الانخفاض بحوالي 18 في المائة حيث يعتبر البنك الوحيد الذي عرف تراجعا خلال هذه السنة، أما أسهم 58 شركة المتبقية فعرفت ارتفاعات متباينة، وفي مقدمتها أسهم الشركة المعدنية «مناجم» التابعة ل «أونا» بنمو قياسي فاق 104 في المائة، وعرفت أسهم شركة معدنية أخرى ثاني أكبر ارتفاع خلال 2010 ويتعلق الأمر بشركة «إس.إم.إي» التي نما سعر سهمها بحوالي 62 في المائة، أما الشركة المعدنية الثالثة المدرجة بسوق القيم فلم تتخلف عن زميلاتها وعرف سعر سهمها نموا فاق 50 في المائة ويتعلق الأمر بشركة «تويست». وعرفت الرسملة السوقية للبورصة، التي شهدت هي الأخرى عدة انخفاضات خلال السنتين الماضيتين، انتعاشا ملحوظا في 2010، حيث ربحت أكثر من 60 مليار درهم وانتقلت من 509 ملايير درهم في أول شهر يناير إلى 569 مليار درهم حاليا، أما حجم التداولات فسجل هو الآخر نسبا جيدة خصوصا بعد سحب أسهم مجموعة «أونا» و«اس.ان.إي» من البورصة، وبلغ متوسطا يوميا يقدر ب300 مليون درهم، وجاء في مقدمة القيم الأكثر نشاطا خلال 2010 سهم «أونا» الذي استحوذ على 22 في المائة من تداولات السنة، ثم سهم «الضحى» بنسبة 13 في المائة وسهم «اتصالات المغرب» بحوالي 11 في المائة.