بمجرد ما التقى «العيد»، الذي سبق أن كان ضحية سرقة عدد من رؤوس أغنامه بابن عمه، مساء يوم السبت 24 أبريل الماضي، فاتحه في الموضوع واستفسره عن أسباب سرقته أغنامَه وطالبه بإعادتها له، الأمر الذي لم يفهمه المتّهَم ولم يستسغ التهمة المجانية، ليدخلا في ملاسنة تحولت إلى شجار ثم صراع، خرج منه صاحب الماشية المسروقة غالبا، بعد أن نجح في إسقاط ابن عمه المتهم المفترض بالسرقة بضربة، استعمل فيها عصا، واقتاده إلى مكان بعيد يتواجد وسط أحد الحقول في حي «لْمحاريك» الهامشي في مدينة تاوريرت. بعد تقييده، باشر معه عملية استنطاق عنيفة بالضرب والجرح على مستوى الجسد والوجه، بهدف إرغامه على الاعتراف بعملية السرقة التي استهدفت ماشيته، قبل أن يتخلى عنه بعدما لم يعد يقوى على الإجابة، بعد أن دثره بغطاء... وبعد عودته إليه، في صباح يوم الأحد الموالي، اكتشف أن ابن عمه قد أصبح جثة هامدة، ليتقدم بعدها إلى مقر مصالح الشرطة القضائية، التابعة للأمن الإقليمي في مدينة تاوريرت ويعترف بوقائع جريمته. مباشرة بعد ذلك، انتقلت عناصر الشرطة القضائية إلى مسرح الجريمة، لمعاينة الجثة، وطوقت المكان، وسط جموع غفيرة من المواطنين، وباشرت تحرياتها وفتحت تحقيقا في الجريمة، للإحاطة بجميع ملابساتها، قبل نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي لتاوريرت، قصد إخصضاعها للتشريح، لتحديد أسباب الوفاة... كانت علامات الاستغراب وصعوبة استيعاب أسباب وقوع الجريمة بادية على وجوه عناصر الشرطة القضائية، خلال البحث مع الجاني، حيث لم يقفوا على قضية مثل التي بين أيديهم... -لماذا فعلت بقريبك ما فعلت به؟ -لأنه سرق مني 24 رأس غنم.. - هل شاهدتَ السارق بعينيك؟ - لا.. - وهل شاهده أحد جيرانك أو معارفك أو لديك شاهد على ذلك؟ -لا.. - إذن، كيف عرفت أنه هو السارق؟ - لأن «الشوافة» شافْتو مْنين سرقْ الغنم، وملّي سُوّلتها أكدت لي القضية، وهو السارق ما فيهاش الكذوبْ.. وأين هذه الشوافة؟ في نواحي تازة... وقد سبق للجاني، البالغ من العمر 50 سنة، أن تقدم إلى إحدى «الشوافات» أو «الحزانات» المتواجدات في نواحي تازة، وطلب منها أن تفصح له عن هوية السارق، بعد أن سبق له أن سجّل في شأن السرقة التي تعرص لها شكاية ضد مجهول لدى المصالح الأمنية في تاوريرت. وبعد تمحيص وتفكير وتأملات، أشارت «الشوافة» إلى خيط يقود إلى ابن عم زبون «الشُّوافة» الذي ثارت ثائرته وصمم على الاقتصاص من «الفاعل»... أحيل الجاني على استئنافية وجدة، من أجل الضرب والجرح المفضيَّيْن إلى الوفاة، في الوقت الذي أصبحت «الشُّوافة» موضوع بحث من لدن المصالح الأمنية في تاوريرت، بحكم تورطها في الجريمة، بعد أن اتهمت الضحية بالسرقة، بغير علم، وتسببت في جريمة قتل.