على نغمات أبواق «الفوفوزيلا» وبحضور جماهيري خالف كل التوقعات، وبتنظيم مونديالي صرف انهزم فريق الفتح الرياضي لكرة القدم أمام فريق سبورت يونايتد ضمن دور ثمن نهاية كأس الاتحاد الإفريقي بنتيجة هدفين لواحد. وذلك خلال المباراة التي دارت بينهما بملعب لوكاس موديبي الواقع ضمن المجال الترابي لحي أتريش فيل المعروف بمرجعيته الزنجية، وبتاريخه الحافل في مناهضة العنصرية. ورغم أن المباراة جرت في أجواء مناخية باردة جدا، بلغت حوالي درجتين مائويتين إلا أن هذا لم يحل دون تقديم الفريقين لأداء جيد، خصوصا فريق الفتح القادم من أجواء صيفية وحارة. وبالعودة إلى أجواء المباراة فقد تميز شوطها الأول بسيطرة خفيفة لأصحاب الأرض، الذين نجحوا في افتتاح حصة التسجيل في حدود الدقيقة الثامنة، عن طريق ضربة رأسية للاعب مورغان، هذا الهدف ساهم نسبيا في ارتفاع وتيرة المباراة، ودفع فريق الفتح إلى الخروج من مناطقه والبحث بالتالي عن مباغتة الحارس موكاسي. لكن فرص التسجيل ورغم كل ذلك ظلت حكرا عن الفريق المستضيف، الذي كان بمقدوره زيارة مرمى المسكيني في لحظات عديدة ومتتالية، مستغلا في ذلك أخطاء خط الدفاع. والواضح أن فريق الفتح الرياضي واجه صعوبات جمة في السيطرة على خط منتصف الملعب، الذي أمكن اعتباره مصدر قوة فريق سبورت الجنوب إفريقي. واستطاع الفريق الرباطي أن يهدد مرمى الفريق الخصم عن طريق العديد من المحاولات، لكن أفضل فرصة هي تلك التي أتيحت للعميد حمودة بنشريفة إثر تسديدة رأسية جميلة علت المرمى بقليل. أما النقطة السوداء التي سجلها الجميع خلال هذه المباراة فهي تغاضي الحكم نغابي كاييندي عن طرد اللاعب سبتمبر، بعد اعتراضه طريق المهاجم إيسوفو، مانعا إياه من الانفراد بالحارس موكاسي، حيث اكتفى بإنذار اللاعب المذكور. خلال الشوط الثاني من المباراة تحسن نسبيا أداء لاعبي الفتح، مستعينين بالتعليمات التي تلقوها خلال فترة مابين الشوطين من المدرب عموتة، والتي رمت بالأساس إلى تنبيههم بضرورة عدم ترك المساحات الفارغة أمام لاعبي خط الهجوم وخط الوسط. وسريعا تمكن الفريق من إدراك هدف التعادل، عن طريق اللاعب اسماعيل الزيدي، عبر تمريرة حاسمة من رجل رشيد روكي. تمكن بعدها فريق الفتح من فرض إيقاعه، وعرف كيف يستغل الفراغات الدفاعية الجنوب إفريقية، وسط صمت مطبق في مدرجات ملعب لوكاس موديبي. وضد مجرى اللعب، أعلن الحكم عن ضربة جزاء للفريق المضيف، الشيء الذي خلف احتجاجا كبيرا من لدن لاعبي الفتح الرياضي، حولها بنجاح اللاعب لافور أنطوني إلى هدف التقدم لأصحاب الأرض، لتنتهي المباراة بفوز المحليين بهدفين لهدف واحد، وهي نتيجة تبقي أبواب التأهيل مفتوحة أمام الفريق المغربي خلال مباراة الإياب. يذكر أن فريق الفتح الرياضي عانى كثيرا من غياب مدافعه الأيمن أيوب الخالقي، الذي رفض خوض الحصة التدريبية الأخيرة لفريقه، على خلفية خلاف بسيط وقع بينه وبين المدرب عموتة خلال الحصة التدريبية الثانية ليوم الخميس الماضي. وقال الحسين عموتة عقب هذه النتيجة إن فريقه قدم أقصى ما يملك من إمكانيات تقنية وبدنية، في ظل عائق انعدام التنافسية عند جميع اللاعبين، خصوصا أن الموسم الكروي المغربي لم ينطلق بعد. داعيا الجماهير المغربية إلى مساندة الفتح حتى يتمكن من مواصلة المشوار الإفريقي على نحو جيد، شاكرا جميع اللاعبين على الجهود التي بذلوها خلال المباراة، رغم انتقاده لعدد كبير من القرارات غير الصائبة لحكم المباراة.