اعتبرت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، أن الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، أول أمس الأربعاء إلى الجزائر، تندرج ضمن «مواصلة الحوار وتكثيف التشاور المنصوص عليهما في معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي تربط البلدين»، وذكر البيان أن الجانبين سيقومان بإجراء دراسة مستفيضة لوضعية العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن الزيارة ستوفر الفرصة لتبادل وجهات النظر وتحليل عدد من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. فيما ذهبت مجموعة من المصادر الإعلامية إلى أن إيطاليا سعت من خلال هذه الزيارة إلى الشروع في الترتيبات المتعلقة بعقد القمة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، في الجزائر، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة الحالية وتحديد موعدها. قمة سيكون على رأس جدول أعمالها عرض إيطاليا على المسؤولين الجزائريين إتمام صفقة تسليح للقوات البحرية الجزائرية، والشروع في مفاوضات لتوقيع اتفاق دفاع وأمن يتضمن تبادل خبرات عسكرية وتدريب ضباط، وسيبحث معهم في سياسات الطاقة والتنسيق بين الجانبين في «رفض الاتحاد من أجل المتوسط». وحسب أكثر من مصدر، فإن إيطاليا ستعرض في القمة المقبلة بيع فرقاطات إلى الجزائر، ويتردد أن هذه الأخيرة ستحصل في العام المقبل على بوارج حربية حديثة مجهَّزة بأنظمة صواريخ أمريكية مضادة للغواصات، بفضل صفقة مع إيطاليا قيمتها 4 بلايين أورو. وأبرمت الجزائر صفقة أخرى مع روما لشراء 100 مروحية، وتندرج في إطار برنامج «عصرنة القوات العسكرية»، كما تلوح بذلك الجزائر، وهو برنامج انطلق منذ عام 2002 ويتمثل في تجهيز كل فروع الجيش الجزائري الذي يستقبل حالياً شحنات من الطائرات، على فترات، من روسيا. وكانت الجزائر تنوي منذ مدة شراء 4 فرقاطات بقيمة 4.5 ملايير دولار، صفقة سعت فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى التنافس عليها، لكنْ يبدو أن إيطاليا التي لم تكن في الواجهة هي التي ستستحوذ عليها، تبعا لحجم العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين. فحسب المركز الوطني للإحصاء والإعلام الآلي، التابع للجمارك الجزائرية، فقد صُنِّفت إيطاليا في ماي الماضي في المركز الثاني ضمن قائمة أهم زبائن الجزائر ب451 مليون دولار، بينما احتلت إيطاليا المركز الثالث ضمن أهم الأسواق التي تتزود منها الجزائر ب227 مليون دولار. وقبل أربعة أشهر، اتفقت الجزائر وإيطاليا على تمديد عقد صادرات الغاز الذي يغطي أكثر من 30 في المائة من الاستهلاك الإجمالي لإيطاليا. وكانت حكومة بيرلوسكوني ترى أن الزيارة لن تكون ناجحة في حال عدم التوصل إلى اتفاقات حول ملفات الشراكة الاستراتيجية بملفات الطاقة والاقتصاد والتنسيق السياسي والأمني. ملامح النجاح من عدمه هو ما ستسفر عنه القمة المرتَقبة في أكتوبر المقبل، وإن كان الطرفان قد أبديا توافقا واضحا في مجموعة من القضايا، وعلى رأسها مسألة الاتحاد من أجل المتوسط، الذي وصفه الطرفان بأنه «الهيكل المعطل»، لذلك جرى الاتفاق على تنشيط هيكل متوسطي آخر يعوض فقدان الأمل في نجاة مشروع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويعمل محور الجزائر -روما على تنسيق المواقف في القمة المقبلة للاتحاد من أجل المتوسط، لإعلان الرغبة في العمل متوسطياً، وفقاً لمجموعات إقليمية مصغرة «مجموعة 5 + 5»، التي تضم خمس دول من الضفة الجنوبية لغرب المتوسط وخمسا من نظرائها في الضفة الشمالية.