هناك من الرجال من يكون الموت هو آخر ما يخطر على بالهم، بيوتهم كهوف ومغارات ، هوياتهم ضائعة، لكنهم فرضوها على العالم بأسره عندما رفعوا شعار: هويتي بندقيتي. هناك رجال قادرون على الفرح في عتمة الليل.. قادرون على تركيب الوطن حجرا على حجر كأننا ندخل في النشيد الحافي أو نخرج منه واضحين على طريق واضح وحاد. هناك رجال حملوا شعلة الأمل وأضاؤوا ليل الأمة القاتم وقرروا. أن يموتوا رجالاً ولا يركعوا، فأضاؤوا ليل الأمة المظلم.. لكن على الجانب الآخر هناك رجال همهم الأول والأخير هو القضاء على تلك الكهوف والمغارات والهوية من خلال تصفيات جسدية أضحت عارا على جبين تاريخ الدول على وجه الأرض، معتمدين على تلك القاعدة التي تقول: إذا عجز اللسان عن الكلام وضاق الصدر بالصبر .. نطق سلاح الغدر وغاب عن العقل رشده، إنه حل بسيط يدل على العجز الفكري لإثبات خطأ فكرة الخصم...والغريب أن تلك الجماعات القاتلة التي قامت بالتصفية تخرج لتعلن أسفها الشديد، ثم لا تلبث أن تعيد الكرة مرات ومرات.. إنها ببساطة تصفيات واغتيالات تفعلها المخابرات في أبناء وطنها سرا وعلانية، وتفعلها الدولة في اعدائها وخصومها السياسيين كتابا ومفكرين ورجالات علم وسياسة، بغية إرهاب أنصار الضحية وإسكاتهم، أو توجيه رسالة إلى الآخرين بأن يد الانتقام طويلة.. إنها ببساطة الإغتيالات السياسية.. هي الأميرة ديانا سبنسر وليز المولودة بمقاطعة نورفولك بإنجلترا فاتح يوليوز من العام 1961، ارتبط اسمها بالأعمال الخيرية، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإيدز وإزالة الألغام، قبل أن يغرم بها الملايين بعد أن ظهرت صورها على أغلفة المجلات والصحف الدولية، أحبها وتعلق بها الملايين من شعوب العالم لشخصيتها المثيرة وبساطتها الفريدة وتعاطفوا معها بعد اكتشافهم خيانة زوجها لها; الأمير تشارلز أمير ويلز وولي العهد البريطاني، الذي تزوجت منه في 1981، لتنفصل عنه في التاسع من ديسمبر 1992 قبل أن تحصل على طلاقها بصفة رسمية في الثامن والعشرين من غشت 1996، بعد حصولها على مبلغ مالي قدره 17 مليون جنيه إسترليني كتسوية لعملية الطلاق مقابل امتناعها عن تسريب أي تفاصيل للصحافة. بدايات فاشلة بدأت ديانا حياتها العلمية التي اعتبرت فاشلة (لم تحصل الأميرة ديانا على أي مؤهلات علمية طوال حياتها سوى على دبلوم للطبخ ودبلوم للرقص من معاهد لندن) بمدارس لندن الشهيرة كمدرسة سيلفيد في ملوك لين، ومدرسة ريدلسورث في نورفولك ثم مدرسة المرج الغربية للبنات، لتلتحق بعدئذ بمعهد البين فيرمانيت عام 1977 برجمونت بسويسرا لتتعلم السباحة والغطس اللذين برعت فيهما، بحيث قيل إنها كانت ستصبح راقصة باليه رائعة لولا طولها الفارع الذي لا يصلح لمثل هذه المهنة. وفي بدايات العام 1978 طلبت ديانا من والديها الموافقة على العودة للعاصمة لندن قبل أن تتم السابعة عشر من عمرها لتستقر حينها بإحدى الشقق اللندنية الفاخرة التي ابتاعتها ومكثت بها حتى العام 1981 وهي الفترة التي تعرفت فيها على زوج المستقبل الأمير تشارلز (الذي كان على معرفة مسبقة بشقيقتها سارة)، الذي وجد فيها الفتاة الفاتنة الارستقراطية التي طالما حلم بها، خاصة وأنها تتوفر على كافة الشروط التي وضعتها عائلته الملكية في زوجة ولي العهد، وهي أن تكون عذراء وجميلة ومن الكنيسة الانجليزية وذات صفات ملكية ارستقراطية، ليقرر الارتباط بها في كاتدرائية القديس بولس في التاسع والعشرين من يوليوز عام 1981 وسط احتفال شاهده ما يقرب من مليون شخص حول العالم. زواجها بالأمير تشارلز كانت قصة زواج الأميرة ديانا بالأمير تشارلز بعيدة عن الحب والعشق المتبادل، الشيء الذي أضحت معه الخلافات كبيرة أواخر الثمانينيات والتي أدت بدورها إلى انهيار ميثاق الزواج بأكمله بعد الاتهامات المتبادلة لكل منهما تجاه الآخر أمام وسائل الإعلام العالمية، والتي كشفت من خلالها خيانته التي لا تغتفر مع إحدى صديقاته تدعى «كاميلا باركر» مقررة بذلك الانفصال عنه لمدة أربع سنوات تقريبا قبل أن يتم الطلاق بشكل رسمي في الثامن والعشرين من غشت عام 1996. تقول ديانا بهذا الخصوص «... كان يوم زفافي أسوأ أيام حياتي فلم أكن أريد الارتباط بتشارلز في البداية لكنني وافقت أمام ضغوطات عائلتي والمقربين مني، فقد كنت حينها (أثناء الخطوبة وقبل الزواج) أسمع بالشائعات التي كانت تقول بوجود علاقة بين الأمير تشارلز وكاميلا باركر لكنني لم أحاول أن أتأكد حينها، وبعد الزواج فوجئت بحقيقة تلك العلاقة التي أصر عليها تشارلز فحاولت الانتحار مرات ومرات وقطعت شرايين رسغي في مرة من المرات عندما حاول تشارلز إهدائي سوارا كانت ترتديه صديقته كاميلا في يدها، كانوا يريدون مني أميرة أسطورية تأتي وتلمسهم فيتحول كل شيء إلى ذهب وتتلاشى كل مخاوفهم، لكنهم لم يعرفوا إلا قليلا عن هذه الكائنة الإنسانية التي تصلب نفسها في أعماقها ولا تجيد مثل هذه الأدوار. ارتباطها بدودي الفايد بعد أن منحت الأميرة ديانا حريتها في العام 1996 تعرفت على شاب عربي وثري في إحدى رحلاتها وتجوالها للتبضع بأسواق لندن وهو عماد الدين الفايد (دودي) ابن الملياردير المصري الشهير محمد الفايد صاحب متاجر هارودز الشهيرة بلندن والذي أضحت ترافقه في كل رحلاته الخاصة والعامة، لتزداد علاقتها به ويقرر الزواج منها (لم يتم بسبب اغتيالهما) بعد مصارحته لوالده بهذا الشأن ليصطحبها في طائرته الخاصة إلى باريس لشراء خاتم الخطوبة من أشهر محلات الصاغة والمجوهرات... سارت الأمور بشكل آخر في حياة ديانا، التي عانت الكثير أثناء زواجها الأول، (قبل ارتباط ديانا بدودي الفايد كانت قد ارتبطت بتاجر تحف متزوج يدعى اوليفر هور، وبلاعب الريكبي ويل كارلنج، وكريستوفر والي وملك اسبانيا خوان كارلوس وجون كنيدي الابن وأخيرا جراح القلب الباكستاني حسنات خان المقيم في لندن والذي تعرفت عليه خلال زيارة لها لزوج صديقتها المقربة في المستشفى الذي يعمل به) مع صديقها الجديد دودي الفايد الذي شعرت معه بالأمان والطمأنينة والحب الحقيقي المتبادل، وفي هذا تروي ديانا عن مرحلة انفصالها وتعرفها على دودي الفايد «... كنت يائسة ومدمرة في المراحل الأخيرة من زواجي وقبل انفصالي عن تشارلز، وزاد ذلك عندما علمت وتيقنت من خيانته لي مع كاميلا، فرفض جسمي الأكل وحاولت الانتحار من جديد مرات ومرات كثيرة لكنني فشلت، وحينها أشارت علي إحدى صديقاتي بأن أطلب الانفصال عن تشارلز فسارعت إلى ذلك رغم رفضهم في البداية، لكن إصراري على ذلك منحني حريتي التي جعلتني ألتقي بحبيبي «دودي» الذي أشعرني بطعم الحياة المليئة بالحب والحنان والتفاهم والاحترام المتبادل، وأحسست معه بأنني ولدت من جديد وكأنني خلقت لهذا الشخص، لقد وجدت في «دودي» الحبيب والصديق المخلص والوفي، وجدت فيه المنقذ الذي أوصلني إلى بر الأمان بعد أن كنت على وشك الغرق في مستنقع الحياة البائسة الذي خلفه لي زواجي الأول». يتبع