نفى مصدر مسؤول في قناة «الجزيرة» في تصريح لجريدة «العرب القطرية» وجود أي وساطات لحل الصراع الذي نشب بينها وبين جريدة «الأهرام»، ودياً، مؤكدا أن الأمر برمته في يد القضاء المصري والقضاء البريطاني اللذين سيفصلان في القضية. ويتصل موضوع القضية بدعويين قضائيتين رفعتهما قناة «الجزيرة» ضد جريدة «الأهرام» المصرية، الأولى أمام المحاكم المصرية والثانية أمام المحاكم البريطانية، بسبب ما اعتبرته سبا وقذفاً في عدد من قياداتها، على خلفية استقالة خمسٍ من مذيعات القناة، مؤخراً، مطالبة بتعويض مبدئي قدره 5 ملايين جنيه إسترليني، على اعتبار أن القضاء البريطاني متشدد جدا في قضايا السب والقذف. ويعود أصل الصراع إلى موضوع نشرته «الأهرام» في ملحقها الأسبوعي «الأهرام على الهواء»، والصادر في يونيو الماضي، تحت عنوان «جزيرة التحرش»، تناول فيه عاطف حزين إدارة القناة وبعض العاملين فيها بالسب والقذف الشديد، وبعد نشر الموضوع، قام حزين بترديد تلك الاتهامات في أحد البرامج التليفزيونية في حوار له مع الإعلامي جابر القرموطي على قناة «أون تى فى» (ontv) وزعم أن ما نشره لا يتجاوز 10 % من الحقيقة وأن لديه المستندات التي تثبت ما ورد في التحقيق الذي نشره في «الأهرام»، مؤكدا وجود تحرش جنسي في «الجزيرة»، وهو السبب الحقيقي في نظره وراء تقديم عدة مذيعات في القناة استقالتَهن، ومعلنا أن الخبر صحيح وأنه يملك أدلة بخط اليد لعاملين في المحطة وشهادات موثَّقة تؤكد الخبر وأن «الأهرام» لا تهتم بتهديدات «الجزيرة» برفع دعوى قضائية ضدها، بسبب الخبر وأن ما نُشِر لم يكتبه إلا عنصر مهم جدًا في قناة «الجزيرة»، عاين ما يحدث بالفعل، مشيرًا إلى أن الأوراق الأصلية ذُكِرت فيها أسماء الصحافيات، إلا أنه لم ينشر الأسماء، حفاظًا على سمعة وهيبة الإعلاميات، لأنهن ذوات أسماء كبيرة ولامعة. وبعد أن أعرب عدد من الصحافيين المصريين من داخل «الأهرام» ومن خارجها عن استيائهم من موقف «الأهرام» في تناولها للقضية، معتبرين ذلك «سقطة مهنية كبرى للجريدة» وإساءة إلى تاريخها، وبعد أن تسلمت «الأهرام» رسميا إنذارا قضائيا برفع الدعوى، خاصة في بريطانيا، حيث يوجد مكتب كبير ل«الأهرام» في لندن التي تطبع فيها نسخة دولية، كانت بدورها قد تضمنت نفس السب والقذف في حق قيادات «الجزيرة»، جعل إدارة الجريدة تعيش حالة من الخوف من أن يتم الحجز الإداري على مكتبها في لندن، في حال صدور حكم لصالح قناة «الجزيرة».. كما أن الحكم قد يشمل منع صحافييها من دخول الأراضي البريطانية، فبدأت تسعى إلى احتواء الأزمة. في هذا السياق، عاد عاطف حزين، المشرف على ملحق «على الهواء»، الذي نشر التقرير على صفحته الأولى، إلى تغيير لهجته بنفيه، من خلال تصريح لبعض المنابر الإعلامية المصرية، أن تكون «الأهرام» قد تعمّدت الإساءة إلى الفضائية القطرية، مؤكّداًَ أنّ كل الصحف تناولت القضية، فلمَ الغضب من «الأهرام» تحديداً، رغم أنّ العلاقات المصرية القطرية تشهد تقارباً في الآونة الأخيرة. وأكّد أنّ «الأهرام» اتخذت العديد من الإجراءات لتبيان حسن نيتها، مشيراً إلى أنّ محررة التقرير حاولت الحصول على ردّ أيمن جاب الله، الذي تردّد اسمه في تصريحات المذيعات الخمس، باعتباره أحدَ المسؤولين عن الأزمة، لكنّه رفض التعليق. وأضاف حزين أنّ الجريدة حاولت تقديم رؤية متوازنة، لكنّ مصادر «الجزيرة» هي التي امتنعت عن الإدلاء بأيّ تصريح. واعترف حزين بوقوع خطأ في صياغة بعض المعلومات، التي كان يُفضّل نشرها اعتماداً على دليل رسمي أو مصدر معلَن. لكنّ الملحق نفسه نشر لاحقاً نتائج استطلاع يُظهر أنّ «الجزيرة» أفضل قناة عربية، ونشر أمس الأربعاء تقريراً آخر عن التغطية المميَّزة للمونديال من طرف المحطة... وقلّل حزين من أهميّة لجوء «الجزيرة» إلى المحاكم الإنجليزية، لأنّ ملحق «الأهرام»، الذي ضمّ التحقيق موضوعَ الجدل، لم يُطبع في لندن، لأنّه يوزَّع محلياً فقط. كما أنّ الموضوع غير متاح على موقع الجريدة الإلكتروني، وبالتالي لم تحدث الواقعة محل الخلاف داخل الأراضي البريطانية من الأساس. وسعى عاطف إلى وساطة الشيخ القرضاوي، وهو ما نفته «الجزيرة»، مستغربة ذلك.