عثر صباح يوم الاثنين 12 يوليوز الجاري في ساحة الناظور على جثة متشرد في الأربعينات من عمره، اتخذ قيد حياته المكان للمبيت، مع العلم أنه كان يعاني أمراضا. وسبق لمصالح الدرك الملكي التابعة لسرية «دار الكبداني» أن عثرت، يوم الخميس 8 أبريل الماضي، على جثة أحد المتشردين تحت قنطرة في الطريق الرابط بين جماعة «دار الكبدني» وجماعة «ابن الطيب» في تراب جماعة «وردانة» في إقليم الدريوش، في ظروف غامضة. وانتشلت عناصر الوقاية المدينة جثة شخص في الرابع والخمسين من عمره، مساء يوم الأربعاء 21 أبريل الماضي، من بئر لمحلّ غسل وتشحيم السيارات في مدينة وجدة، كان معروفا بإدمانه على الخمر... كما أن هناك بعض المتشردين ضحايا جرائم قتل بعد اشتعال فتيل الصراعات المجانية بينهم لأتفه الأسباب داخل بيوت خربة أو ضيعات خالية، كجريمة قتل شهدتها حديقة لالة عائشة، صباح يوم الإثنين 12 أبريل الماضي، بعد العثور على جثة شخص في السادسة والعشرين من عمره لقي حتفه متأثرا بجراحه جراء تعرضه لطعنات بسكين على مستوى الخصر والحوض والفخذ والجهاز التناسلي. ينتصب هؤلاء المهمشون المشردون أمام المطاعم الشعبية ينتظرون أن تجود عليهم بطن متخمة بما عافته من طعام بعد التخمة، بل منهم من تتزاحم معه بعض الحيوانات الضالة، من قطط وكلاب، يتسابقون على الغوص في قمامات الأزبال للظفر ببعض ما يمكن أن يسكن آلام الجوع. لقد بلغ عدد الأشخاص الموقوفين من أجل التشرد من طرف المصالح الأمنية الولائية في مدينة وجدة خلال السنة الماضية 135 شخصا، منهم 46 شخصا بالغين، من بينهم 16 امرأة، و89 قاصرا، بينهم 12 فتاة، وهي أرقام لا تعني شيئا أمام واقع مألوف ومفروض... لقد بلغ عدد الأشخاص الذين يعيشون أقصى حالات التهميش 5509 في مدينة وجدة، وهي أرقام رسمية كانت نتائج عملية إحصاء قامت بها مصالح العمالة قصد إيجاد حلول، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، للتخفيف من معاناة هذه الفئات التي تعاني التهميش والتكفل بالأشخاص في وضعية صعبة. همت عملية الإحصاء أطفال الشوارع والأطفال المتخلى عنهم والنساء في وضعية صعبة والأشخاص المسنين والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والمعتوهين. ورغم أن أرقام هذه الإحصائيات المنجزة سنة 2005 لا تمثل الأعداد الحقيقية والهائلة للفئات المقصية والمهمشة، بحكم الواقع المعاش، فيها اعتراف بواقع مُرٍّ وحياة غير كريمة، وهي عينة لفئات عريضة من شرائح المجتمع في عمالة وجدة، قد تفوق ال10 آلاف في مدينة كبيرة ومكتظة بالسكان، كمدينة وجدة يفوق عدد سكانها النصف مليون نسمة، كما قد يتجاوز العدد ال20 ألفا في مختلف مدن الجهة الشرقية، التي يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة...