كشف تقرير فرنسي جديد عن محنة المغاربة في القنصليات الفرنسية من أجل الحصول على التأشيرة. ويتجلى ذلك بشكل كبير في رفض القنصلية بفاس مؤخرا منح تأشيرة الدخول إلى عائشة المختاري لكي تتلقى العلاج من مرض السرطان الذي أصابها، وكان سببا في وفاتها في شهر غشت من العام الماضي. وأوضح التقرير، الذي أعدته منظمة مدنية فرنسية تدعى «سيماد»، تحت عنوان معبر «التأشيرة مرفوضة»، أن السلطات القنصلية بالمغرب تشدد بشكل كبير في منح المغاربة التأشيرة، وخاصة كبار السن الذين يرغبون في زيارة أحفادهم بفرنسا. وقال التقرير إن «طلبات الحصول على التأشيرة السياحية التي يتقدم بها الأشخاص الراغبون في زيارة أحفادهم بفرنسا تكون محط شك بشكل أوتوماتيكي». وأضاف المصدر ذاته أن «القنصلية الفرنسية بالرباط تدافع عن موقفها بكون هؤلاء الأشخاص هم كبار في السن ويمكنهم بالتالي أن يستغلوا مقامهم بفرنسا من أجل تلقي العلاج بلا مقابل، أو يغيروا محتوى التأشيرة بإقامتهم الدائمة فوق التراب الفرنسي عند أحفادهم». ولهذا السبب لم يتمكن عدد من الأشخاص من زيارة فرنسا من أجل حضور حفل ولادة حفيد لهم، أو غير ذلك. وأشار التقرير إلى أن هذا التعامل يجبر العائلات على العيش متفرقة، وأن ذلك يعد خرقا للحياة الخاصة والعائلية. غير أن قنصلية فرنسابالرباط ترد على هذا الانتقاد بالقول إن الأبناء والأحفاد يمكنهم أن يزوروا آباءهم أو أجدادهم بالمغرب. وكشف التقرير عن وثيقة صادرة عن قنصلية فرنسابالرباط جاء فيها «بما أنك أرملة وفي وضعية صعبة بالمغرب، فإنه من المشروع الاعتقاد بأنك ستستغلين زيارة عائلية لكي تقيمي بشكل دائم بفرنسا إلى جانب ابنتك. إن طلبك يشكل إذن خطرا واضحا، إذ يمكن أن يتغير محتوى التأشيرة من زيارة عائلية إلى إقامة دائمة أو من أجل الحصول على علاج طبي». وذكر التقرير إلى أيضا إن القنصليات الفرنسية بالمغرب لا تبرر في غالب الأحيان قراراتها برفض التأشيرة، خاصة إذا كان طالب التأشيرة تقدم بملف متكامل يتضمن كافة الأوراق والوثائق التي تطلبها السلطات الفرنسية، وبالتالي فإن الرفض يظل غير مفهوم.وتتشدد السلطات القنصلية الفرنسية بالمغرب في منح التأشيرة للمغاربة الراغبين في استكمال العلاج بفرنسا، لأن السلطات الفرنسية تعتقد أن كافة العلاجات الطبية الضرورية تتوفر بالمغرب. وأشار التقرير حالة سيدة مغربية مصابة بمرض التهاب المفاصل فنصحها طبيبها بإجراء عملية جراحية بفرنسا، غير أنها لما تقدمت بطلبها إلى القنصلية الفرنسية بفاس بتاريخ رابع ماي 2009، مع تقديم كافة الضمانات من إقامة لدى أختها بفرنسا وتحملها كافة المصاريف، فوجئت برفض الطلب. وعللت القنصلية قرارها بكون ملفها تنقصه شهادة من وزارة الصحة العمومية المغربية تؤكد فيها أن هذا النوع من العمليات الجراحية لا يجرى بالمغرب. يشار إلى أن فرنسا تتوفر على ست قنصليات بالمغرب بكل من الرباط والدار البيضاءوفاس ومراكش وطنجة وأكادير. وفسر التقرير وجود هذا العدد الكبير من القنصليات بالمغرب بالطلبات المرتفعة من أجل الحصول على التأشيرة، إذ وصل عدد المغاربة الذين حصلوا عليها سنة 2007 إلى 142 ألفا وشخصا985، وسنة 2008 إلى 152 ألفا. كما أشار التقرير إلى أن النسبة العامة لرفض القنصليات الفرنسية طلبات التأشيرة تصل إلى 14 في المائة. وتختلف النسبة حسب القنصليات، فنسبة الرفض تصل إلى أقل من 10 في الرباط، و13 في المائة بالدار البيضاء، في حين تبلغ الثلث في كل من فاس وأكادير.