عبرت جماهير مدينة طنجة عن فرحتها لفوز الجار الإسباني بلقب كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه مباشرة بعد انطلاق صافرة نهاية المقابلة النهائية التي جمعته بالمنتخب الهولندي مساء أمس الأحد. وقد شاطر المتتبعون لكرة القدم بمدينة طنجة الشعب الإسباني فرحة الفوز باللقب الغالي الذي أحرزته مجموعة من اللاعبين المتميزين, بعد شهر على انطلاق منافسات نهائيات كأس العالم التي احتضنتها جنوب إفريقيا, والذي توج بنهاية أوربية خالصة, مالت فيها الكفة لصالح منتخب الحمر بهدف نظيف في شباك منتخب طواحين الهواء. وقبيل بداية مباراة النهاية, حرص مجموعة من المشاهدين على ارتداء قمصان المنتخب الإسباني, تحمل أسماء وأرقام لاعبيهم المفضلين كفأل حسن وتشجيع للمنتخب الإيبيري, الذي يبلغ نهاية كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه, بينما آثر آخرون حمل قمصان برتقالية اللون, وهي قمصان المنتخب الهولندي. وقد انقسم المتتبعون لمباراة النهاية على مجموعتين, تشجع كل منها فريقها المفضل, خاصة أن مدينة طنجة تعرف خلال الفترة الحالية توافدا مهما للجالية المغربية المقيمة بالخارج, وأساسا المغاربة المقيمين بالديار الإسبانية والهولندية, وهو ما أضفى جوا حماسيا ساهم في الرفع من حرارة المقاهي التي كانت تنقل مباراة النهاية. وطيلة أطوار مباراة النهاية, كانت شوارع مدينة طنجة شبه خالية إلا من بعض المارة غير المبالين لهذه المواجهة الأوروبية الخالصة للظفر بأغلى لقب كروي عالمي, بينما تسمر الآلاف من المشاهدين أمام شاشات التلفاز, تعلوا صيحاتهم مع كل فرصة ضائعة, لتشتد الأعصاب أكثر مع نهاية الوقت الأصلي بالتعادل بين الفريقين. ومع انطلاق الأشواط الإضافية, صعب على المتتبعين التكهن بالنتيجة النهائية, كما زاد التخوف من الوصول إلى ضربات الترجيح أو ضربات الحظ, التي قد تحرم المنتخب الإسباني, الذي يحظى بشعبية في شمال المغرب, من هذا اللقب العالمي, قبل أن يرسم هدف لاعب الوسط الهجومي إنييستا الفرحة على شفاه المتتبعين وتعلوا صيحات الفرح في كل أرجاء مدينة طنجة. وقد جاب مجموعة من المحتفلين بهذا اللقب الغالي شوارع مدينة طنجة بسياراتهم وسط أصوات الأبواق العالية, يلوحون بقمصان لاعبي المنتخب الإسباني, خصوصا الذين يمارسون في صفوف ناديي برشلونة وريال مدريد, اللذين يشكلان عماد المنتخب الإيبيري كما يحظيان بقاعدة شعبية كبيرة عبر العالم. وقد حظي حارس المرمى إيكر كاسياس بتقدير بالغ من لدن المشاهدين بمدينة طنجة بعد إنقاذ المرمى من أكثر من ثلاث فرص واضحة للتسجيل, وهو الثناء ذاته الذي ناله كل من لاعبي الوسط تشافي هيرناندير وإنييستا والمهاجم دافيد فييا, والذين صنعوا مجد المنتخب الإسباني, الذي بث الفرحة في شمال مضيق جبل طارق, كما في جنوبه.