وقعت إسبانيا أول أمس على واحدة من أجمل مبارياتها في المونديال، فقد استطاع نجمها بويول برأسية رائعة أن ينهي حلم المانشافت، ويمضي سعيدا إلى أولى نهاية تاريخية حلمت بها إسبانيا طويلا. ألمانيا التي تعودت الفوز برباعية التفوق، بعدما سحقت أستراليا، وأخرجت إنجلترا من الباب الضيق، وقضت على أحلام منتخب الأرجنتين، و رشحها الجميع للفوز باللقب العالمي...، لم تجد هذه المرة حلولا تكتيكية ناجعة لتتجاوز عقبة منتخب إسباني، كان يتسلق الدرجات بنهج تكتيكي وضعه المدرب ديلبوسكي ليواجه في نصف النهاية الماكينة الألمانية، في مباراة أشبه بنهاية كأس أوروبا التي ختمتها إسبانيا بنصر كبير. لقد استطاع كزافي، ومعه كل الأسماء الكبيرة التي تعرفون, من تقديم عرض كروي رائع استحسنه كل المتتبعين. كان الماتادور الإسباني هو السباق إلى خلق كل المحاولات الحقيقية للتسجيل، فقد فعل مهاجموه بالدفاع الألماني ما أرادوا: راوغوا، تسربوا من الأجنحة... كانوا يفتقدون أحيانا اللمسة الأخيرة، وكان الحارس الألماني يبطل مفعول كل المحاولات بتدخلات رائعة في أحايين أخرى.. بعدما تملك المنتخب الإسباني الكرة، وكان سيد المباراة في شوطها الثاني. مع توالي الدقائق انتظرنا استفاقة سريعة للمنتخب الألماني، لكن قوة الإسبان أوقفت الماكينة الألمانية، إذ لم يكن هناك سوى الماتادور الذي أبان عن إمكانيات كبيرة. مع إسبانيا، توقع البعض أن يسجل دافيد فيا، أن يسرق إينييستا فوزا مستحقا، لكن المدافع الرائع بويول أعفى الجميع من كل التكهنات، إذ جاء من الخلف ووقع برأسية رائعة هدفا جميلا قد يكون الأغلى في تاريخ المشاركة الإسبانية في المونديال. الهدف الذي زف الماتادور الإسباني إلى عرس النهاية.. وقد كان الهدف يساوي فرحة شعب إسباني بأكمله، واحتاجت ألمانيا إلى واحد من أهدافها الكثيرة التي وقعتها في مسار النهائيات لتعيد المباراة إلى نقطة الصفر، لكن حلمها بحجز مقعد في النهاية انتهى هذه المرة سريعا، وكانت بعدها كل وسائل الإعلام ترسم الهزيمة على الورق بكلمات الأسف الشديد، فقد كتبت صحيفة «بيلد سبورت» أن «ألمانيا حزينة جدا لهذا الإقصاء.. إنها إسبانيا مرة أخرى...» وقدر ألمانيا أن تخرج من مباراة النصف مرة أخرى بعد أن أخرجها قبل أربعة أعوام من الآن المنتخب الإيطالي. وقد يحلم واكيم لوف برتبة ثالثة تحفظ للألمان بعض الكبرياء. الماتادور الإسباني ضد طواحين هولندا بعد غد الأحد، فاحجزوا مقاعدكم من الآن لمتابعة نهاية مثيرة.