أثبت مونديال جنوب إفريقيا أنه بطولة الأداء الجماعي وليس النجوم لأن النجوم الكبار الذين توجهت الأنظار إليهم قبل انطلاق العرس الكروي لم يقدموا أي شيء يذكر، وأكبر مثال على ذلك كان رونالدو، أغلى لاعب في العالم، الذي دون اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين أخفقوا في فرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في إظهار أي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الإنجليزية والإسبانية والأوروبية وودع مع «سيليساو داس كويناش» نهائيات جنوب إفريقيا خالي الوفاض بعد خروجه من الدور الثاني على يد المنتخب الإسباني بطل أوروبا (0-1), كما ودع الأرجنتيني ليونيل ميسي نهائيات مونديال جنوب إفريقيا وهو يجر ذيول الخيبة بعد أن خرج منتخب بلاده من العرس العالمي بخسارة مذلة أمام نظيره الألماني (0-4). بصقة رونالدو وعد نجم ريال مدريد الإسباني كرستيانو رونالدو, ب»تفجير» نجوميته في العرس الكروي العالمي الأول على الأراضي الإفريقية مع منتخب بلاده البرتغال, لكن كل ما «فجره» هو بصقة في وجه مصور تلفزيوني كان يتبع خطاه بعد خسارة منتخب بلاده في دور ال16 على يد المنتخب الإسباني . روني الأسوأ أما روني فكان وضعه أسوأ من زميله السابق في مانشستر يونايتد لأنه كان على الأرجح أسوأ لاعبي المنتخب الإنجليزي حيث قدم أداء متواضعاً للغاية، خلافاً للمستوى الرائع الذي قدمه مع «الشياطين الحمر» الموسم الماضي محلياً وأوروبيا، وكان فقط ظل المهاجم الذي أرعب دفاعات الخصوم، وودع النهائيات دون أن يسجل أدنى هدف، بل إنه لم يهدد حتى مرمى المنتخبات التي واجهها منتخب «الأسود الثلاثة» إلا في حفنة من المناسبات، ليخرج أيضا خالي الوفاض بعدما ودع الإنكليز النهائيات من الدور الثاني، أيضا، لكن بهزيمة مذلة أمام الألمان (1-4) هي الأقسى لهم في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات. كاكا الحاضر الغائب ولم يكن وضع البرازيلي كاكا، أفضل على الإطلاق من زميله رونالدو في ريال مدريد، إذ كان بمثابة الحاضر الغائب في المباريات الخمس التي خاضها منتخب البرازيل، ورغم أنه كان صاحب ثلاث تمريرات حاسمة فهو لم يقدم المستوى المتوقع منه كقائد فعلي على أرض الملعب. وخسر مدرب المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا الرهان باستبعاد رونالدينيو عن التشكيلة التي خاضت نهائيات العرس الكروي لأن نجم برشلونة الإسباني السابق لم يقدم المستوى المطلوب مع فريقه الحالي ميلان الإيطالي، معتمدا على كاكا رغم أن الأخير كان «أسوأ» من رونالدينيو خلال الموسم المنصرم مع ريال مدريد الإسباني الذي أنفق 65 مليون يورو لضمه من ميلان أيضا، وكان رهانه في غير محله على الإطلاق لأن الجميع توقع أن يستفيق هذا النجم الكبير من سباته في الدور ربع النهائي أمام هولندا إلا أنه لم يقم بشيء سوى اختبار حارس البرتقالي مرة واحدة ليودع «سيليساو» النهائيات بخسارته 1-2. ميسي أفضل النجوم أما بالنسبة للموهوب ميسي، من المؤكد أن النجم الأرجنتيني كان أفضل من النجوم الثلاثة الآخرين، بفضل تحركاته ولمحاته الفنية، لكنه فشل في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التي وضعها على عاتقه مدربه في المنتخب دييغو مارادونا الذي قال علنا أن «ليو» هو خليفته، إلا أن النجم الملقب ب»البعوضة» لم ينجح في نقل التألق الملفت الذي قدمه مع فريقه الكاتالوني إلى المنتخب الوطني وبقيت عروضه «خجولة».