كشفت معطيات رسمية من بلدية الجديدة، حصلت عليها «المساء»، أن مجلس المدينة قرر إكراء ملعب «لشهب» لكرة القدم لصالح شركة تجارية مقابل 201 مليون سنتيم خلال فصل الصيف الحالي من أجل استغلاله كفضاء لتنظيم معرض تجاري وسهرات غنائية، بعد أن أجريت لهذا الغرض مسطرة طلب عروض عمومية تطعن المعارضة والتجار في قانونيتها وشرعيتها. وفي هذا الصدد، قال عمر الثاني، صاحب شركة، إن مسؤولي بلدية الجديدة رفضوا فتح الباب في وجهه صبيحة يوم السمسرة، وإنه بقي عالقا خارج بناية البلدية حتى مرت السمسرة ورست على الشركة نفسها التي تحتكر هذا المعرض منذ سنوات، مضيفا أنه تم، خلال هذه السنة، خفض ثمن إكراء المعرض التجاري بحوالي 24 مليون سنتيم بعد أن رسا السنة الماضية على مبلغ 225 مليون سنتيم. وذهب عمر إلى أن بلدية الجديدة تعمدت، على حد قوله، إقصاء كل المتنافسين لصالح متنافس واحد ووحيد، وأن الفيصل في ذلك سيكون هو القضاء الذي قرر اللجوء إليه. من جهته، أوضح أحمد الحمولي، مستشار جماعي من المعارضة ومفتش حزب الاستقلال بالجديدة، أن تنظيم معرض تجاري بملعب «لشهب» يعد ضربة سنوية قاتلة للتجار والصناع والحرفيين بمدينة. الجديدة، وأن المستفيد الوحيد من المعرض هو صاحب الشركة التي تحتكر تنظيمه سنويا، إلى جانب استفادتها من تجاوز المدة القانونية، المسموح للمعرض خلالها بممارسة فعالياته، بأسابيع كما وقع في السنة الماضية، حيث بقي المعرض مفتوحا لأزيد من 14 يوما إضافيا. وقال أحمد الحمولي إن مستشاري المعارضة ينتظرون اجتماع دورة يوليوز الحالي لبلدية الجديدة حتى يناقشوا الأمر ويحاسبوا رئاسة المجلس على إكراء ملعب «لشهب» الذي مر في سمسرة مشكوك فيها بعد أن رست على مرشح واحد ووحيد، ومع ذلك تم خفض ثمن الكراء ب24 مليون سنتيم، وهو الأمر نفسه الذي وقع هذه السنة مع إكراء ملعب «حديقة الأطفال» ب75 مليون سنتيم علما بأن إكراءه السنة الماضية تم مقابل 111 مليون سنتيم. وفي سياق متصل، توصلت «المساء» بنسخة من بيان استنكاري لجمعيات التجار وفعاليات المجتمع المدني بالجديدة تدين فيه ما أسمته «كراء ملعب» «لشهب» الذي حرم فئات عريضة من الشباب من مزاولة أنشطتهم الرياضية، وهدد تجار مدينة الجديدة باعتبار المعرض يعرض سلعا بأثمان زهيدة لوجود مداخيل وأنشطة أخرى تغطي على هذا الإجراء التنافسي، مضيفين أن تجار الجديدة قرروا تنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر البلدية للاحتجاج على وجود هذا المعرض الذي يمس قوتهم اليومي، حسب تعبير البيان. وقد أكد مستشار بلدية الجديدة، أحمد الحمولي، على أن المعرض التجاري يعرض سلعا مهربة وأخرى تهدد السلامة الصحية للمواطنين، كما أن مئات العارضين لا يؤدون الضرائب، مما ينعكس على تنافسية السوق ويهدد الحركة التجارية في الجديدة بكساد كبير خلال فترة الصيف. في حين أوضح عمر الثاني -وهو، كما سلف، صاحب شركة رُفض طلب مشاركتها في سمسرة المعرض- أن مبلغ 201 مليون سنتيم، الذي تم به تفويت صفقة إكراء ملعب «لشهب» هذه السنة، مبلغ زهيد على اعتبار أن صاحب الشركة التي رست عليها السمسرة سيقوم بإكراء أروقة المعرض بثمن لا يقل عن مليون سنتيم وأن عدد الأروقة لن يقل هذه السنة، كما في السنوات السابقة، عن 280 رواقا بدون احتساب مداخيل السهرات الغنائية اليومية. من جهته، اعتبر عبد الحكيم سجدة، رئيس بلدية الجديدة، خلال اتصالنا به، أن السمسرة المتعلقة بالمعرض التجاري لهذه السنة مرت في أجواء عادية، وأن خفض ثمن الإكراء ب24 مليون هذه السنة سببه تقلص مدة المعرض لاعتبارات تتعلق بشهر رمضان. وبخصوص تهديد المعرض للحركة التجارية بالجديدة، لوجود سلع مهربة وتملص ضريبي، قال رئيس بلدية الجديدة إن هناك جهات مسنودة إليها صلاحية تتبع ومراقبة هذا الأمر.