احتج عدد من الفنانين والمبدعين المتحدرين من عدة أقاليم في جهة سوس -ماسة - درعة وعدد من الفنانين المقيمين في الجنوب ضد إقصاء غالبيتهم من بطاقة الفنان، التي تمنحها الوزارة الوصية على القطاعين الفني والثقافي في المغرب وقالوا إن الإقصاء تم على الرغم من كونهم معروفين باشتغالهم في الفن والثقافة منذ سنوات طويلة، وخاصة في المجالات المرتبطة بالسينما والمسرح والشعر والغناء والموسيقى والتشكيل والكتابة والأدب. وقال المحتجون، في الرسالة الموجهة إلى وزارة الثقافة وإلى الأوصياء على قطاع الإعلام العمومي في المغرب، إنهم عانَوا من «التهميش والإقصاء لعقود من الزمن، خاصة مع إصدار ما سمي ببطاقة الفنان وإقصاء عدد من الفنانين والمبدعين في منطقتنا، بشكل يطرح مجموعة من علامات الاستفهام» وأضافوا، في الرسالة التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن «منح البطاقة المذكورة لثلة معدودة على رؤوس الأصابع في منطقتنا يعتبر، في نظرنا، عدم اعتراف بنا من طرف الوزارة الوصية، وبالجهود الفنية والثقافية التي يبذلها المبدعون في الجنوب، بمختلف أصنافهم، على عكس زملائهم في مختلف أنحاء الوطن». كما طالب الفنانون المقصيون بالاعتراف الفوري بمبدعي وفناني الجنوب وبالاستفادة من ميزانية وزارة الثقافة المخصَّصة للأنشطة والتظاهرات الثقافية، وشددوا على ضرورة إشراكهم في التظاهرات الثقافية والفنية الوطنية التي قالوا إنها «تمول من جيوبنا»، كما طالبوا بإعطائهم الحق في التمثيليات الخارجية للثقافة المغربية، ونددوا باحتكارها من قِبَل من وصفوهم ب«اللوبيات النافذة»، وأكدوا في الرسالة ذاتها أنهم لا يعترفون ب«النقابات والإطارات الفنية والثقافية المتواجدة في الساحة الوطنية» واعتبروها «مرتعا خصبا يستفيد منه حفنة من الأشخاص الذين يسيرون دواليبها»، وشددوا على ضرورة تمكينهم من حقهم في الإعلام العمومي «الذي تحتكره زمرة من ذوي النفوذ الثقافي والفني في الجهة والوطن»، وأعلنوا، بالمقابل، عن استعدادهم الكامل والمطلق لتصعيد أساليب الاحتجاج، في حالة إصرار الوزارة على عدم الاعتراف بمطالبهم التي وصفوها ب«المشروعة». وفي تعليقه على هذه الخطوة التصعيدية الأولى من نوعها في الجنوب، أوضح «أ. خ.»، أحد الموقعين على رسالة الاحتجاج، أن مبدعين الجنوب المغربي يعانون من «عنصرية حقيقية كان آخر تجلياتها إقصاونا من بطاقة الفنان بشكل كلي، على الرغم من إعداد الملفات الكاملة لعدد من المجموعات الغنائية المختلفة على سبيل المثال»، وتساءل المتحدث عن أسباب إقصاء مجموعات عريقة في المنطقة من بطاقة الفنان، كمجموعات «إزنزارن» و«أرشاش» و«تودرت» ومجموعات الفن الحساني، في الوقت الذي يؤكد المتحدث -في تصريح للجريدة- أن الوزارة «منحت البطاقة لبعض أشباه الفنانين وفناني الكباريهات في الرباط والبيضاء»، واستطرد قائلا «إننا نعتبر تفاوض الوزارة مع بعض النقابات الفنية مضيعة للوقت، على اعتبار أن هذه الأخيرة لا تمثل إلا مسؤوليها الذين يملؤون شاشات التلفاز العمومية، صباح –مساء، في تواطؤ مفضوح مع مسؤولي هذه القنوات، وسنفعل -يضيف المتحدث- ما في وسعنا لفضح هذا الإقصاء والتواطؤ المكشوف وإيصاله إلى السلطات العليا في البلد». يُذكَر أن العريضة الاحتجاجية لفناني الجنوب ما زال توقيعها مستمرا إلى حدود اللحظة، وقد تضمنت توقيعات لعدد من مبدعي وفناني المنطقة، إضافة إلى عدد من المتضامنين معهم، من أفراد وهيئات مدنية مختلفة.