لم تخل اللقاءات التي عقدها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مع أعضاء الحزب وقياداته المحلية بكل من مدينة مراكشوآسفي والصويرة وقلعة السراغنةوالحوز من الحديث عن تداعيات تصريحه خلال افتتاح المؤتمر الحادي عشر للحركة الشعبية، حينما تناول الكلمة وتحدث فيها عن «الأحزاب الوطنية»، التي قال إنها تتجسد في أربعة أحزاب ليس إلا ، هي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والحركة الشعبية والعدالة والتنمية. وأكد بنكيران خلال اللقاء التواصلي الذي عقده مع أعضاء ومنتخبي حزب «المصباح» في عدد من المدن أن تصريحاته حول الأحزاب الوطنية «تم بترها وإخراجها عن سياقاتها». وشكلت قضية التصريحات التي أثارت ضجة داخل الأحزاب، خصوصا الحكومية منها، نقطة ثابتة في مداخلات بنكيران مع أعضاء الحزب بكل من آسفيومراكش والصويرة وقلعة السراغنة وإقليم الحوز. وحسب مصادر متفرقة حضرت هذه اللقاءات بالمدن التي زارها الأمين العام للحزب الإسلامي، فإن الأخير تحدى خصومه وتحديدا حزب الأصالة والمعاصرة أن يأتوا بتصريحاته كاملة ويستمعوا إليها، وأن يتخذوا الموقف الذي يروه مناسبا، حينئذ، يقول بنكيران: «مستعد للمحاسبة عليها». وفي لقاء لبنكيران مع أعضاء الحزب بمراكش بحي المسيرة يوم السبت الماضي، استنكر المسؤول الحزبي هيمنة حزب الأصالة والمعاصرة على المشهد السياسي بكل الوسائل، مشيرا إلى أن هذا «الكيان السياسي» جاء بأجندة محددة متمثلة في محاربة حزب العدالة والتنمية. أما في لقائه بأعضاء الحزب بقلعة السراغنة صباح أول أمس الأحد فكرر بنكيران أمام أنصاره الخطاب نفسه، مؤكدا على أن قواعد الحزب يجب أن تكون معبأة ضد كل ما من شأنه النيل من سمعة الحزب وأعضائه. أما بمدينة آسفي فقد تميز اللقاء بإعلان بنكيران لأعضاء الحزب عن ارتياحه لأداء الحزب في المنطقة، بالرغم من المشاكل التي تعيقه من حين لآخر، مبرزا الاستراتيجية التي يمكن أن يرسمها الحزب بالمدينة والطاقات التي يمكنه الاستفادة منها محليا. من جهة أخرى، تطرق الأمين العام في لقاءاته للاستحقاقات الانتخابية القادمة، ووعد بتصدي حزبه لكل التعديلات التي يمكن أن تشكل تراجعا عن نزاهة الانتخابات. والتزم بنكيران، الذي كان مرفوقا بالعربي بلقايد الكاتب الجهوي للحزب، أمام أنصاره بمدينة قلعة السراغنة بتقوية التواصل مع الفروع، واعدا إياهم بعدد من الإجراءات العملية، أهمها القيام بزيارات شهرية لقادة الحزب إلى الفروع، وتوجيه مراسلات وأشرطة توجيهية شهرية لتفعيل العملية التواصلية بين هياكل الحزب. أما في آسفي التي كان من المفترض أن يرافقه إليها سليمان العمراني، مدير الشؤون التنظيمية بالحزب، لكن ذلك تعذر عليه نظرا لمرض هذا الأخير، فقد سطر بنكيران رفقة قيادات الحزب محليا عددا من الأولويات التي من اللازم على الفرع المحلي تحقيقها في أفق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.