من غير تنسيق مسبق في ما بينهم، أجمعت شهادات العشرات من تلاميذ الثانوية -الإعدادية «الزيتون»، التابعة للنيابة التعليمية في تطوان، على ما اعتبروه «سلوكات شاذة» كانت تصدر عن حارس هذه المؤسسة التعليمية.. ضاق تلاميذ هذه المؤسسة التعليمية ذرعا بتصرفات هذا الحارس، الذي رغم كبر سنه، لم يكن يستحي وهو يداعب بأنامله أجساد التلميذات اليافعات، وكانت الوقاحة تصل به إلى حد أنه يستغل سذاجة التلميذات اللائي يقدمن إلى المؤسسة متأخرات ببعض الدقائق ويقوم بالعبث بأجهزتن التناسلية، إمعانا منه في إذلالهن.. لم يكن يخطر ببال التلميذات البريئات أنهن أمام «ذئب» بشري يستغل وظيفته، التي ائتمن عليها من قِبَل مصالح وزارة التربية الوطنية، لقضاء نزواته القذرة. بعد أن ضاق تلاميذ هذه المؤسسة ذرعا بهذه التصرفات المشينة، قرروا أن يضعوا حدا لها، من خلال رفع الأمر إلى أولياء أمورهم، لتتطور الأمور، بعد ذلك، ويقرروا «الانتفاضة» في وجه حارس المدرسة، الذي وصفوه بأقبح النعوت. وقد انتفض عشرات التلاميذ في الثانوية ضد ما اعتبروه تحرشات جنسية يتعرضون لها، يوميا، من لدن حارس هذه المؤسسة التعليمية، ولوح هؤلاء التلاميذ خلال التظاهرة التي التحق بها بعض أولياء أمورهم، بدخولهم في حركة عصيان وعدم الالتحاق بفصولهم، ما لم تتم الاستجابة لطلبهم، بإبعاد هذا الحارس عن مؤسستهم... وقد نُقلت أطوار هذه التظاهرة إلى موقع «يوتوب»، من خلال كاميرا «صحافيون بلا قيود». وأورد الشريط، عبر ثلاثة أجزاء يبلغ مجموع مدتها الزمنية ما يزيد عن 20 دقيقة، شهادات أولياء تلاميذ هذه المؤسسة التعليمية وتتعلق بمعاناة أبنائهم مع هذا الحارس الشاذ. ومن ضمن المشاهد التي تضمنها هذا الشريط تصريح ل«مْقدّْم» الدوار الذي توجد فيه هذه المؤسسة التعليمية، الذي عبر، هو الآخر، عن استنكاره هذا السلوك وأخبر معدي الربورطاج المصور بأنه قام بإبلاغ رئيسه قائد المنطقة وبأن هذا الأخير قام بالاتصال بمدير المؤسسة، قصد اتخاذ الإجراء اللازم. وقال، بعد أن قدم نفسه بكونه «مْقدمْ» دوار «بني صالح –أحريق»: «نستنكر مثل هذه الممارسات، فنحن كلنا لدينا أولادنا.. بْلّْغت الرئيسْ دْيالي السيد قائد المنطقة وقام بالاتصال بمدير المدرسة»... ووصف مستشار منتخَب في المنطقة التي توجد فيها هذه المؤسسة التعليمية حارسَ المدرسة ب«السرطان» و«الجرثومة»، التي يجب أن تزال ويوضع لها حد.. وقال: «هناك «سرطان» هو الحارس ويدعى «ب» لاحظنا المعاملة اللاأخلاقية التي يتعامل بها هذا الحارس، عبر التحرش الجنسي بالبنات والأولاد على السواء، وهذه هي المرة العاشرة التي نتوصل فيها بمثل هذه الشهادات والشكايات من أبنائنا»... وطالب هذا المستشار المنتخَب بإبعاد الحارس، واصفا إياه ب«الوباء»، بينما طالب بعض المحتجين برجم الحارس... وردد التلاميذ شعارات تطالب بإبعاد الحارس: «بلا حْيا بلا حْشمة «ب». يمشي ولا بد»... كما أظهر الشريط منجِز الربورطاج وهو يعلق على أطوار التظاهرة: «وقفة احتجاجية في اتجاه الأكاديمية ضد المضايقات الجنسية»... وقد تمت عنونة هذا الشريط، الذي اطلع عليه مرتادو موقع «يوتوب» العالمي بعنوان «الزيتون: موظف الدولة، مجرم الجنس»... وأظهر الشريط تلاميذ وهم يصرخون أمام عدسة معِدّ الروبورطاج: «هادْ السرطانْ ما خصّوشْ يْبقى.. خاصو يْتّْرجْم!»... وعندما تم استفسارهم عن دواعي سكوتهم طيلة هذه المدة، أجابوا بأنهم اشتكوا منه -مرارا- لدى مدير المدرسة، الذي كان يطالبهم بالدليل.