بعد أن انتهت فصول ربطات العنق التي أهداها الرئيس الفرنسي لنواب البرلمان الأوروبي بداية الأسبوع، تظل أصعب اللحظات التي لن ينساها ساركوزي هذا الأسبوع هي حادث إطلاق الرصاص في المطار خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط. وعادت قرينته كارلا بروني لتصدر العناوين بعد الاعتذار الذي أصدرته دار الأزياء العالمية «ديور» بخصوص الفستان الذي ارتدته سيدة الإليزي خلال زيارتها للقدس.. رصاصة في إسرائيل في طريق عودته إلى بلاده، بعد زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية استغرقت ثلاثة أيام، عمت الفوضى وحالة من الهلع والرعب في أوساط القادة والمساعدين ورجال الأمن من إسرائيليين وفرنسيين الذين تواجدوا على أرض المطار لوداع ضيف الدولة وزوجته. ووقعت حادثة إطلاق الرصاصة من جندي، كان يقف على بعد مسافة تتراوح ما بين 100 و 200 متر من طائرة الرئاسة الفرنسية، عندما كان الرئيس ساركوزي وزوجته، قرب سلم الطائرة، يصافحان الرئيس الإسرائيلي ورئيس وزرائه قبل الصعود إلى الطائرة، وحين كانت الفرقة الموسيقية العسكرية تعزف السلام الوطني. وساعد الاعتقاد لدى الجميع بأن إطلاق النار كان محاولة اغتيال إما الضيف وزوجته أو الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت. وظلت الفوضى سيدة الموقف ولم تهدأ الأوضاع إلا عندما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن جنديا اختار الانتحار في هذا الموقف بالذات. ولم يسمع الزعماء إطلاق النار، بل سمعه رجال الأمن المتأهبون الذين اندفع الفرنسيون منهم برئيسهم وزوجته إلى داخل الطائرة، والإسرائيليون ببيريس وأولمرت إلى السيارة الرئاسية المصفحة، وانطلق رجال الأمن والمخابرات في جميع الاتجاهات شاهرين أسلحتهم المختلفة، بحثا عن مصدر إطلاق الرصاص. وتبين في التحقيق الأولي أن جنديا، مما يسمى بحرس الحدود وهو في الرابعة والثلاثين من العمر وأب لثلاثة أطفال، هو الذي أطلق الرصاص وهوى من على السطح، وهرعت سيارة إسعاف إلى مكان الحادث لإنقاذه لكن بدون فائدة وتوفي على أرض المطار، وأصابت حالة الرعب هذه شرطيتين بحالة إغماء. وقال متحدث باسم أمن الرئاسة الفرنسية بعد الحادث: «إن رجال الأمن بتصرفهم اتبعوا إجراءات الطوارئ، وبعد انكشاف الأمر سمح لبيريس وأولمرت بالصعود إلى طائرة ساركوزي لتوضيح الأمر له ووداعه». ربطات العنق وأزمة لياقة مع اقتراب تسلم فرنسا للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في خطوة مفاجئة، بتوزيع حقائب تحتوي على هدايا من الإليزيه، للنواب في البرلمان الأوروبي البالغ عددهم 577 نائباً، وضمت الهدية حقيبة إضافةً إلى ربطة العنق ودفتر لتدوين الملاحظات وحلقة مستديرة لتجميع الأوراق. المراقبون اعتبروا خطوة ساركوزي تفتقر إلى اللياقة، إذ لم تلق ترحيب النائبات البرلمانيات الأوروبيات اللواتي غضبن بسبب احتواء الحقيبة على ربطة عنق رمادية اللون. وقالت أوريلي فليبيتي النائبة الاشتراكية إن وجود ربطة العنق بين الهدايا «دليل على انتشار التركيز على الجانب الذكوري في الطبقة السياسية»، فيما اعتقدت زميلتها وزيرة الأسرة نادين مورانو في البداية أن الهدية عبارة عن مزحة سيئة ولكنها فكرت بعد ذلك أنه بإمكان النساء أيضا ارتداء ربطات العنق. «ديور» تعتذر عن خطئها اعتذر قسم العلاقات العامة والتسويق لمنطقة الشرق الأوسط التابع لدار أزياء كريستيان ديور عن بيان صحفي جرى توزيعه بالبريد الإلكتروني على وسائل الإعلام العربية، ويتضمن صورا لكارلا بروني ساركوزي وهي ترتدي فستانا قطنيا وحذاء وتحمل حقيبة كلها من توقيع ديور. وجاء الاعتذار بعد أن تلقى المكتب في دبي احتجاجات من صحافيين عرب اعترضوا على صيغة البيان، الذي جاء فيه أن السيدة ساركوزي وصلت مع زوجها في «زيارة دولة إسرائيل للمشاركة في احتفال الدولة اليهودية بالذكرى الستين لقيامها»، واعتذرت جوزيت عواد، مدير العلاقات العامة مع المنطقة العربية لدى ديور، عن هذا الخطأ غير المقصود، وأضافت أن البيانات الصحفية تصدر في العادة عن المكتب الرئيسي في باريس، ثم يجري تحويلها إلى الصحف كل في منطقتها. ويبدو أن موظفة محلية قامت بتحويل البيان بصيغته الفرنسية مترجما إلى الإنجليزية دون أن تنتبه إلى أنه لا يلائم المتلقين العرب.