أسدل الستار عصر أمس الثلاثاء على نتائج الدورة الأولى لامتحانات الباكلوريا بجميع مراكز الامتحان عبر ربوع المملكة، كما تم وضع هذه النتائج عبر الموقع الإلكتروني لوزارة التربية الوطنية. وحسب مصدر مسؤول بالوزارة، فإن نسبة النجاح المسجلة هذه السنة لم تختلف كثيرا عما تم تسجيله السنة الماضية، حيث بلغت حوالي 39 %. وأوضح محمد الساسي، مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات، أن النتائج المتوقعة هذه السنة ستكون أقل مما تم تسجيله السنة الفارطة مع ارتفاع نسبة المترشحين الذين سيسمح لهم باجتياز دورة استدراكية. ورغم الضعف المسجل، فإن مدير المركز الوطني عبر عن ارتياحه للنسبة المسجلة، واعتبر، في تصريح ل«المساء»، أن ذلك يعد أمرا عاديا بالنظر إلى طبيعة المناهج الجديدة التي تم تعميمها هذه السنة. وأضاف، في نفس السياق، أن كل أمر مستجد على مستوى المنظومة التعليمية لابد أن تكون له بعض التداعيات على التلميذ. وحسب الساسي، فإن نسبة الغش التي تم ضبطها هذه السنة بلغت 500 حالة على المستوى الوطني، مع تسجيل انخفاض واضح مقارنة بالسنة الماضية، حيث سجل فيها 1350 حالة غش. وبلغ عدد المترشحين 300 ألف مترشح ومترشحة. وتباينت نسبة النجاح حسب الأكاديميات، حيث لوحظ تحسن طفيف بأكاديمية الحسيمة، التي بلغ فيها عدد المترشحين 9900 مترشح ومترشحة، ولم تتجاوز فيها نسبة النجاح 32 %، وتم ضبط 37 حالة غش وتم إعطاء 306 أصفار، وألغت لجنة دراسة الصفر، التي تم تشكيلها لأول مرة على المستوى الأكاديمي، 22 حالة، في حين بلغت نسبة النجاح بجهة عبدة-دكالة 30 %. وتعليقا على النتائج المسجلة هذه السنة، اعتبر إدريس قاصوري، أستاذ باحث مهتم بالمنظومة التعليمية، أن هذه النتائج كانت متوقعة بالنظر إلى عدة عوامل، في مقدمتها أن تغيير طرق الدراسة، التي تم تعميمها هذه السنة وبلوغها مستوى الباكلوريا، كان لها تأثير واضح على النتائج، يضاف إليها التغيير الكبير على مستوى منهجية طرح أسئلة الامتحان، التي اختلفت بشكل جذري عما اعتاد التلميذ التعامل معه في السنوات الفارطة، حيث ألف التعامل مع أسئلة بسيطة ومباشرة، أما هذه السنة فقد تم اعتماد أسئلة مركبة. وعزا قاصوري، في تصريح ل«المساء»، تدني نسبة النجاح هذه السنة إلى فقدان الثقة في المنظومة التعليمية الحالية، كنتيجة لعدم توفر الوزارة الوصية على منهاج مدرسي على غرار ما هو معمول به في دول أخرى، مضيفا، في السياق ذاته، أن وزارة التربية الوطنية هي الآن بصدد إعداد منهاج للسنوات القادمة، علما بأنه لا يمكن تصور منظومة تعليمية بدون منهاج الذي يقوم على أساس أربعة عناصر تتمثل في البرنامج الدراسي والأهداف الدراسية والنشاط المدرسي والتقويم، كما يجب أن تكون متناسقة فيما بينها، وإذا طرأ أي خلل على هذه العناصر تختل المنظومة بكاملها. وحسب قاصوري، فإن تساهل القيمين على الشأن التعليمي بالمغرب خلال مستويات ما قبل الباكلوريا وتغيير التعامل خلال الباكلوريا، يؤثر بشكل مباشر على طبيعة النتائج وعلى جودة التعليم.