أبرمت السلطات المشرفة على تسيير موانئ طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء وكالي ودوفر، أول أمس الأربعاء، اتفاقا رباعي الأطراف لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجال النشاط المينائي. وبموجب هذا الاتفاق، سيدخل القطبان المينائيان بمضيقي جبل طارق وبا-دو-كالي (بحر المانش)، اللذين يعدان من أهم المعابر البحرية في العالم، في سياق دينامية لتبادل الخبرات والممارسات الجيدة في مجال تدبير نقل البضائع وتنقل الأشخاص بين ضفتي المضيق. ويأتي هذا الاتفاق في إطار استعداد الوكالة الخاصة طنجة المتوسط للشروع في استغلال ميناء المسافرين، الذي يوجد في طور الإنجاز غرب ميناء طنجة المتوسط1، والذي سيحتضن الأنشطة التجارية (التصدير والاستيراد ونقل الأشخاص) بعد نقلها من ميناء طنجة المدينة. ويهدف الاتفاق في المقام الأول إلى تبادل الخبرات بشأن الإجراءات الكفيلة بجعل حركة النقل عبر المضيقين أكثر سلاسة، وعلى الخصوص الإجراءات المتعلقة بتدبير الخطوط البحرية والاستغلال المينائي وتبسيط الإجراءات الإدارية، وخاصة الجمركية منها. كما أولى الاتفاق اهتماما خاصا بوضع واستغلال العتاد الأكثر ملاءمة لإجراءات الأمن والسلامة المعمول بهما في مجال الملاحة البحرية، والعمل على إشراك الفاعلين العموميين المكلفين بتدبير الموانئ للانخراط في مسلسل هادف لتبادل الخبرات. كما يقضي الاتفاق بتبادل الخبرات والمعارف في مجال وضع تصور وتنفيذ وتدبير البنيات التحتية المينائية، وكذا مشاطرة دراسات الأسواق وتحليل نظم التسويق التي يمكن أن تشكل خدمات جديدة يتم إطلاقها بالقطبين المينائيين مستقبلا. وفي ندوة صحافية أعقبت حفل التوقيع، قال رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة طنجة المتوسط سعيد الهادي، إن الاتفاق يهم خمسة محاور تتعلق بتبادل المعلومات حول مستجدات البنيات التحتية المينائية، وتبسيط المساطر الإدارية، وتنظيم الخطوط البحرية، وضمان الأمن والسلامة والحفاظ على بيئة الموانئ، إلى جانب محور يتعلق بالسياسة التجارية والتسويقية. وأضاف، سعيد الهادي، أن هذا الاتفاق سيساهم في استفادة القطب المينائي طنجة المتوسط-الجزيرة الخضراء من الخبرة التي راكمها المسؤولون عن تدبير حركة النقل بين ضفتي قناة المانش (كالي-دوفر)، التي تعد من بين أكثر المعابر البحرية نشاطا في العالم. بلغت حركة العبور بين ميناءي طنجة المدينة والجزيرة الخضراء في السنة الفارطة 6 .2 مليون مسافر و675 ألف عربة، و165 ألف شاحنة كبيرة، وهو النشاط الذي من المنتظر أن يشهد نموا قويا بعد افتتاح ميناء المسافرين بمركب طنجة المتوسط (مع متم 2009 )، وانطلاق استغلال المناطق الحرة المجاورة، ليبلغ في أفق 2015 أزيد من7 ملايين مسافر و700 ألف شاحنة في السنة.