طالبت أسرة الدركي، رقيب أول، عبد النبي اليونسي، شهيد الواجب، الذي توفي أثناء قيامه بمهامه في المركز الترابي لقرية «با محمد» في تاونات، على يد شبكة متخصصة في تهريب المخدرات والسيارات المسروقة، بفتح تحقيق في ملابسات الحادث وإعادة تشريح الجثة للتأكد مما إذا كان الضحية قد تعرض لطلقات نارية قبل أن تدهسه سيارة رباعية الدفع كانت على متنها كميات كبيرة من مخدر «الشيرا» كان أصحابها ينوون تهريبها، قبل أن تصطدم بحاجز دورية الدرك الملكي. ومازالت أسرة الدركي الضحية، الذي لقي حتفه بتاريخ 19 غشت 2007، تعيش على أمل أن يتم تحريك القضية ويُتَابَع الجناة الذين، يؤكد شقيق الضحية، يمارسون نشاطاتهم العادية وكأنهم أبرياء لم يقترفوا أي ذنب، ولم يبيحوا دم الدركي الذي خلف وراءه أرملة وجنينا في بطنها كتب عليه اليتم قبل حتى أن يرى النور، ولاذوا بالفرار على متن سيارة من نوع مرسيديس 270. ويقول عبد الواحد اليونسي، شقيق الضحية، إنه بعد مرور أزيد من سنتين على الحادث، تم تقديم أحد المشتبه فيهم، حيث اتضحت تفاصيل اختلالات كثيرة لم تنصف الضحية ولا أسرته التي فجعها الحادث، ولا والدته التي توفيت بعده، حسرة عليه، إذ تم التغاضي عن الكثير من الحقائق التي ظلت طي الكتمان. وأضاف شقيق الدركي أن عناصر من الشبكة هم أحرار، رغم أنهم اقترفوا جرما كانوا يستحقون بموجبه أحكاما تنصف الهالك، علما بأنهم، يضيف، موضوع مذكرات بحث صادرة ضدهم من جهات متعددة. وطالب بضرورة تقديم عناصر العصابة للمحاكمة، مضيفا أنهم معروفون كنار على علم في المنطقة. وإثر تلقي رجال الدرك تعليمات تفيد بأن شبكة دولية لتهريب المخدرات بصدد تهريب كمية مهمة من هذه المخدرات، انتقل رجال الدرك إلى الطريق الجهوية الرابطة بين قرية «با محمد» وجماعة «المكانسة» لإفشال عملية التهريب، إلا أن المهربين، الذين كانوا على متن سيارتين، عمدوا بعد أن اصطدموا بالحاجز إلى الهروب على متن السيارة الأولى، وهي من نوع مرسيديس 270، والتي تمكنت من اجتياز الحاجز الحديدي، في حين تم التخلي عن سيارة ثانية رباعية الدفع سوداء اللون، وكانت محملة بمخدر الشيرا، ولاذ سائقها بالفرار على متن السيارة الأخرى. وتساءلت أسرة الضحية عن الأسباب التي حالت دون تعميق البحث والتعجيل بإلقاء القبض على عناصر العصابة الذين تسببوا في قتل الهالك، إذ لا يعقل أن يتمتعوا بحريتهم، وقد كانت لهم أياد في جريمة القتل التي راح ضحيتَها دركي كان يقوم بواجبه المهني، وكان من الأولى أن توفر له ولزملائه الحماية الكافية للدفاع عن أنفسهم وتحصينهم من الخطر، ودرءا لأي اعتداء من هذا القبيل، خاصة أن شبكة العصابة المعنية معروفة بمثل هذه الاعتداءات، يؤكد شقيق الضحية.