مراكش: عبد الرزاق موحد كانت الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكدير وبوعرفة مسرحا لحدث خطير ومثير أبطاله عناصر شبكة متخصصة في تهريب مادة الفضة المستخرجة من أحد مناجم تينغيز، حينما أقدمت خلال انكشاف أمرها أثناء عملية تمرير كمية مسروقة على الهرب، بل وقيامها أثناء ملاحقتها بعرقلة سيارة الدرك التي كان يمتطيها دركيان من سرية مركز تينغير. وكان من مخلفات هذه المطاردة انقلاب سيارة الدرك الملكي ووفاة دركي في الحين وإصابة صديقيه برضوض خطيرة. وكان الدركيان أشرف مروان وعبد الرزاق العزيزي يقومان بمهمة شرطة السير والجولان بالنقطة الكيلومترية 524 على الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أكدير وبوعرفة، حيث تمّ إعطاء إشارة الوقوف لسيارة من نوع رونو إكسبريس كانت قادمة من تينغير في اتجاه الراشدية، ليستجيب السائق وينحاز إلى أقصى يمين الطريق، وتبين أن هذه السيارة كان يمتطيها شخصان بمعية سيدة. وقد أثارت مماطلة السائق تسليم وثائق السيارة نوعا من الشكوك لدى الدركيين ، ليتضح فعلا وبعد إلقاء نظرة أن مرافق سائق السيارة معروف لدى وحدة الدرك بسوابقه العدلية المرتبطة بالسرقة والاتجار في مادة الفضة المستخلصة من مناجم تنغير. لذلك تمت مطالبة هذا الأخير بوثائقه الشخصية غير أنه رفض إطلاقا الاستجابة لذلك. وكانت الخطوة الموالية التي قام بها عناصر الدرك هي إلقاء نظرة على داخل السيارة ليتبين أن بداخلها وبين قدمي المرافق للسائق كيسين بلاستيكيين أسودين يتضمنان قنينات خمر، تم حجزهما في الحال، وفي محاولة لصرف النظر وإيقاف عملية التفتيش للصندوق الخلفي للسيارة نزل السائق ورفيقه من السيارة ودخلا في حديث مع أحد الدركيين في محاولة لتقديم رشوة مالية ليتم إخلاء سبيلهما، غير أن عزم الدركيين وتشبثهما للقيام بواجبهما أفشل محاولة الاغراء ولدى تفتيش الصندوق الخلفي للسيارة ضبط الدركيان ثلاثة أكياس بلاستيكية بيضاء من الحجم الكبير مملوءة بالفضة. وأثناء محاولة إخراج هذه الأكياس وحجزها وفق المسطرة القانونية اللازمة في مثل هذه الحالات، وبعد افتضاح أمرهم، قفز المهربان إلى داخل السيارة وشغلا محركها، ليتكلف هذه المرة بسياقتها الشخص المرافق وليس السائق الأول الذي ترك كل وثائقه لدى الدركيين. وبسرعة جنونية، وبرفقتهما السيدة التي بقيت راكبة في الخلف، كانت الوجهة نحو الطريق المؤدية للراشيدية. حيث تمت ملاحقة السيارة بواسطة سيارة المصلحة في محاولة لمعرفة والتأكد من وجهتهم وإخبار المصالح بذلك. وخلال هذه الملاحقة نجح السائق في إسقاط سيارة الدرك في حافة عميقة بجانب الطريق لتنقلب جراء ذلك عدة مرات بعد انفجار ثلاث عجلات مما أدى الى وفاة الدركي السائق في الحين بعد أن كانت إصابته بليغة على مستوى الرأس أدت الى نزيف دموي داخلي، فيما أصيب مرافقه بجروح بليغة على مستوى الرأس والظهر والساق الأيمن. وعند استرجاع هذا الأخير وعيه وجد رفيقه جثة هامدة، حيث طالب النجدة من مستعملي الطريق ليعمل أحدهم على إخبار المصلحة التي حضرت إلى عين المكان وليتم فتح تحقيق في النازلة. وبعد الانتهاء من هذه العملية تم إبلاغ وكيل الملك بابتدائية ورزازات بتفاصيل الحادث ليعطي تعلمياته بتكثيف البحث عن عناصر هذه الشبكة بعد تحرير مذكرة بحث وطنية في حقهم. وفي الوقت الذي كانت عناصر سرية الدرك الملكي بصدد تكثيف بحثها على الجاني تقدم المدعو بابا الحسن من مواليد 1970 في محاولة مغالطة للمطالبة بوثائقه مدعيا أنه تركها لدورية أثناء المراقبة. وبعد مواجهته بتفاصيل النازلة ومحاصرته بمجموعة أسئلة لم يجد بدا من الإعتراف بأنه كان يتولى سياقة السيارة موضوع الحادثة. وتضمنت أقواله اعترافا صريحا بسرقة الفضة من منجم أميضر بتينغير.