تعيش مختلف مناطق إقليم بوعرفة احتقانا غير مسبوق وغليانا جماهيريا تمثل في وقفات واحتجاجات واعتصامات ومسيرات شعبية، إضافة إلى بيانات وبلاغات في مختلف القطاعات، أشعلتها الأوضاع المزرية للساكنة وأججها اعتقال السكرتارية الإقليمية للجمعية الوطنية لحملة الشواهد المعطلين في المغرب، إقليم فجيج، المعتصمين في مدينة بوعنان، مساء يوم الجمعة 11 يونيو الجاري، واعتقال الكاتب المحلي ونائبه لفرع تالسينت للنقابة الوطنية للتعليم، المرتبطة بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وأدت هذه الأوضاع إلى نزول أكثر من قطاع، للاحتجاج على أوضاعهم المزرية منها الجمعية الوطنية لحاملي الشواهد المعطلين وجمعية المجازين وجمعية محاربة الفقر والنقابة الوطنية لسائقي سيارات الأجرة وسائقي وأرباب الشاحنات، دون الحديث عن احتجاجات نقابات قطاع الجماعات المحلية وقطاع التعليم والتنسيقية المحلية لمناهضة الغلاء والدفاع عن الخدمات العمومية في بوعرفة وتالسينت وبني تاجيت وبوعنان، «في الوقت الذي اختار عامل الإقليم الجديد سياسة العصا الغليظة والتي كان للمجازين المعطلين موعد معها، يوم الاثنين 7 يونيو الجاري، حيث تدخلت القوات العمومية بشكل عنيف في حق المتظاهرين، أثناء تنفيذهم مسيرة سلمية في اتجاه عمالة الإقليم»، يقول أحد أطر قطاع التعليم. ونفذت بعض الإطارات في «بني تجيت» (الحزب الاشتراكي والجمعية المغربية لحقوق الانسان ونقابتا التعليم والجماعات المحلية المنضوتان تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وفدرالية الجنوب الشرقي للجمعيات المحلية)، يوم 18 يونيو الجاري، أمام مقر قيادة بني تجيت وقفة احتجاجية، ضدا على المقاربة القمعية التي ينهجها المسؤولون لمعالجة قضايا وما وصفوه بمشاكل ساكنة هذه البلدة المهمشة والمنسية، لخصوها في تردي الأوضاع المعيشية لعموم الساكنة، حيث الفقر والعطالة والعزلة وقساوة الحياة وقلة فرص العمل ومصادر العيش وغلاء الأسعار وضعف الخدمات والتجهيزات الأساسية، إضافة إلى الاعتقالات والمحاكمات الصورية التي مست عضوي المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم (ك .د .ش.) في تالسينت، رافعين شعار «لا للمقاربة القمعية، نعم لمقاربة تنموية حقيقية». وعلى إثر اعتقال خمسة أعضاء عن السكرتارية الإقليمية للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين من بوعنان واقتيادهم إلى بوعرفة، نظمت وقفة احتجاجية أمام مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في بوعرفة، ليلة يوم الجمعة 11 يونيو الجاري، تلتها مسيرة شعبية جابت «شارع المسيرة» و«زنقة أكادير» و«شارع الزرقطوني» و«شارع أبو سالم العياشي» و«زنقة السلام» و»شارع محمد السادس»، لتنتهي أمام القيادة الإقليمية للدرك الملكي، كما نظمت مسيرة مماثلة في بوعنان تخللتها وقفتان أمام مقر القيادة والدرك. وقد استمر الاحتجاج إلى غاية الثانية عشرة والنصف ليلا، حيث رددت الشعارات الرافضة للاعتقال والقمع، كما ألقيت كلمات تضامنية مع المعطلين، منددة بالشطط في استعمال السلطة، إلى غاية إطلاق سراح أعضاء السكرتارية الخمسة، بعد أن حررت لهم محاضر من طرف الدرك وتمت إحالتهم على النيابة العامة، في انتظار جلسة المحاكمة، يوم الثلاثاء 29 يونيو الجاري في المحكمة الابتدائية في بوعرفة.