مع إطلاق صافرة الإعلان عن بداية التظاهرة العالمية لأول كأس عالمية تنظَّم على أرضية إفريقية، يزداد غضب المغاربة الذين حرموا من متابعة مباريات العرس العالمي على شاشاتهم الوطنية. هذه الجماهير التي أصبحت تشمئز من تدخلات الأموال والاتجار على حساب رغبات الفئات العاشقة لمتابعة النجوم الكبار الذين يبدعون بأقدامهم فوق المستطيل الأخضر. جريدة «المساء» تنزل إلى الشارع لاستطلاع رأي المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية، كي يدلوا بآرائهم حول ظاهرة التشفير والدفع مقابل مشاهدة مباراة في كرة القدم. الخدير -تاجر «أتأسف لعدم تمكننا من متابعة مقابلات كأس العالم في جنوب إفريقيا، لقد أفسد أصحاب الأموال كل شيء، حتى الرياضة أفسدوها وحرمونا من متابعة أهم أحداثها وكأننا لسنا أهلا لمتابعة مباريات كأس العالم، وأظن أن الدولة المغربية بدورها تشارك في هذه الإشكالية، لعدم امتلاكها الشجاعةَ الأدبية والمالية للدفاع بشراسة عن حقوق المغاربة، وحتى تضمن لهم حق متابعة مباريات المونديال... ماذا يريد أصحاب الأموال الذين غزوا كل القطاعات؟ إذا تركناهم ينفذون كل ما يحلو لهم في القطاعات الأخرى، فليتركوا لنا الرياضة التي أصبحت المتنفسَ الوحيد». عزيز -مستخدم «إن احتكار «الجزيرة الرياضية» نقلَ مباريات كأس العالم لكرة القدم يعتبر مسا بقدسية الفرجة داخل بيوت الطبقات المتوسطة والفقيرة، خاصة أن هذه الفئة من الشعب هي من تعشق كرة القدم وتعد نواة نشأة أبطال هذه الرياضة الشعبية المحضة... ونتمنى، كالعادة، أن تعمل عقول وأنامل شباب القرصنة في «درب غلف» على فك عملية التشفير، وأظن أن القانون لا يمنع ذلك في ظل استحواذ أصحاب الأموال على كل القطاعات، بما في ذلك مباريات كرة القدم، والتي تعتبر المتنفَّسَ الوحيد لدى أسر وعائلات أصحاب الدخل المحدود والمتواضع، ونحن بالطبع ضد المتاجرة في كل القطاعات الأخرى»...
محماد -نادل «في نظري، إن احتكار قناة «الجزيرة الرياضية» نقل مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا سيسبب مشاكل للجماهير الرياضية، وأظن أن العملية ستصب في صالح بعض القطاعات، كالتي أعمل فيها كنادل مقهى، وأظنها مناسَبة لكسب بعض المداخيل الإضافية التي سنجنيها من وراء مباريات كأس العالم. وبما أنني أعمل في مقهى، فالجو يكون مرحا عندما تكون الفرجة جماعية، وكم أُعجَب بذكاء المغاربة وهم يتبادلون ملخصات المقابَلات في ما بينهم. وبحكم احتكاكي اليومي بالجماهير الرياضية في المقهى، فإنني أدعو كل إطار مغربي مقبل على تدريب إحدى المنتخبات الوطنية إلى ولوج إلى المقاهي وإجراء دردشات والاختلاط بهذه الفئة.
محسن -إطار إن استحواذ قناة «الجزيرة» على حقوق نقل مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا سيسبب قلقا لدى فئات عريضة من الشعب المغربي، هنا نقف لنطرح سؤالا بسيطا: هل بلد مالك هذه القناة مؤهلة لاحتضان كأس العالم؟ أو بالأحرى: هل سبق لبلده أن شاركت في الدورات السابقة منذ بدايات تنظيم كأس العالم؟! بالطبع لا، وها نحن نعاين كيف يتحكم في مصير شعوب تنتظر تنظيم المونديال، مرة كل أربع سنوات.. أظن أن هؤلاء الناس يفسدون أذواق المشاهدين الرياضيين، فليترك هؤلاء البورجوازيون «الله يزيدهم» مجال الرياضة وليهتموا بالمجالات الأخرى،.
المهدي -وسيط تأمينات «أنا غاضب على وصول المونديال إلى مستوى هذه المهزلة، أين الدولة المغربية ونحن سنحرم من متابعة مقابلات المونديال؟ لقد أفسدوا علينا عالم الرياضة، هناك شعوب عربية فقيرة، وهؤلاء البورجوازيون إذا «شاطت عليهم الفلوس» فليقدموا مساعدات خيرية للشعوب المسلمة الفقيرة فهذا أفضل، وحتى ينالوا أجرا عظيما عند الله سبحانه وتعالى، أما عالم الكرة فسوف يجنون من ورائه فقط كراهية الشعوب التي تفرّج عن أحزانها بمتابعة أعراس المونديال الكروية... نتمنى أن تتحرك الدولة للدفاع عن حقوقنا في هذا الإطار وحتى نتمكن من متابعة هذا المونديال الإفريقي الأول في إفريقيا»...
عبد الله -مستخدم «هؤلاء الناس أصحاب النفوذ والأموال أفسدوا كل شيء في البر، في البحر، في الجو وفي الرياضة... لدي سؤال: هل هؤلاء الناس لا يساهمون، بدورهم، في ثقب الأوزون؟ (يضحك) أظن أن المستقبل يخبئ مفاجآت أخرى، لكون الفقير سوف لن يعود له وجود على هذه البسيطة... هناك مجالات أخرى يمكنهم الاتجار فيها، كالسياحة والعقار وخلق مدارس تكوينية للشباب العربي، حتى يضاهي أدمغة الشباب الغربي في العمل والاختراعات، وليتركوا لنا كرة القدم، فالمونديال، فنحن لا نشاهده إلا مرة واحدة كل أربع سنوات»...