«أكرهها لأنها تسرق زوجي مني».. «يفضلها ويستمتع معها أكثر ويقضي في مشاهدة مبارياتها وقتا أكبر من الوقت الذي يقضيه معي».. «بسببها قد تشتعل نار الخلافات بيننا، وفي بعض الأحيان أنال «علقة ساخنة» بسببها».. إنها مقتطفات من شهادات زوجات يعانين، بسبب هوس أزواجهن، بكرة القدم، ويعتبرن هذه القطعة الجلدية المملوءة بالهواء «ضرة» في حياتهن. لم تصدق أذنيها حين أخبرها زوجها بألا تنشغل لأنه سيعود يوميا بشكل متأخر عن العادة حتى يتمكن من مشاهدة نهائيات كأس العالم رفقة أصدقائه، هذا ما اكتشفته (سهيلة) قبل أربع سنوات وكانت عروسا لم يمض على دخولها قفص الزوجية سوى أسابيع. «كان ذلك سنة 2006 خلال إجراء كأس العالم بألمانيا حين فضل زوجي لمدة شهر كامل تتبع مباريات كرة القدم رفقة أصدقائه والعودة متأخرا على قضاء وقته معي ونحن حديثا عهد بالزواج. وحتى المباريات التي تصادف إجراؤها مع وجوده في العمل يسهر إلى وقت متأخر لرؤيتها. وبعد انتهاء كأس العالم تنفست الصعداء، وعاد إلى الاهتمام بي، لكن فرحتي لم تدم طويلا، إذ وجدته لا يفوت مباراة لفريقه المحلي وفريقه الأجنبي بأحد الدوريات الأوربية ثم المسابقات برسم كأس أوربا وكأس العرش و.. و.. أصبحت أكره كرة القدم من كل قلبي بدورها تعاني عائشة، من هوس زوجها بكرة القدم وتقول بامتعاض: «زوجي مهووس بكرة القدم، ويعتبر مبارياتها موعدا مقدسا لا يمكن تفويته، يتابع المباريات التي يخوضها فريقه المحلي، والمباريات التي يخوضها الفريق الوطني، ثم يتابع المباريات التي يخوضها فريقا برشلونة وريال مدريد بالبطولة الإسبانية، ولا يفوت مباراة واحدة من دوري أبطال أوربا، واليوم «كملت الباهية» بتظاهرة كأس العالم والتي ستجعله خارج التغطية شهرا كاملا، حيث يقضي جل وقته في أحد المقاهي المجاورة لمشاهدة المباريات بعد عودته من العمل رغم أن أولادنا الصغار على أبواب امتحانات فاصلة وعندما سينتهي «شهر عسل كرة القدم» ويرسب أحد الأولاد لا قدر الله سأكون أنا المسؤولة الوحيدة التي سيصب عليها جام غضبه». حاولت «فتيحة» أن تشاطر زوجها اهتمامه بكرة القدم نظرا لولعه الشديد بها، لكنها سرعان ما أصبحت ناقمة عليها، وتشرح أسباب ذلك قائلة: «زوجي يهتم بكرة القدم 24/24 ساعة ولا حديث له مع أصدقائه سوى عن هذه الكرة المستديرة، ولأجلها خصص ركنا في البيت وجهزه بتلفاز وجهاز استقبال وبطاقة مسبقة الدفع من أجل مشاهدة، إلى جانب البطولة الوطنية، البطولة الإسبانية، الإيطالية والفرنسية والإنجليزية إلى كأس الاتحاد أوربي وغيرها من الكؤوس الكثيرة. في بداية زواجنا شاطرته اهتمامه، لكن سرعان ما تملكتني الغيرة منها، حين لاحظت اهتمامه الزائد بها على حسابي وحساب أبنائنا، والطامة الكبرى أنه هذه السنة أجل عطلتنا السنوية حتى يتمكن من متابعة أطوار مباريات 32 دولة المشاركة في كأس العالم». وأكدت إحدى الفتيات أن شقيقتها اتصلت بهم في ساعة متأخرة وهي تستنجد من زوجها الذي انهال عليها بالسب والشتم والضرب، وحين استفسروا عن الأمر وجدوا أنها نالت «علقة ساخنة» بعد مشاداة كلامية بسبب كرة القدم، حين تمنت عن طريق المزح فوز الفريق المنافس لفريق زوجها الذي خسر المباراة فكان أن حملها زوجها مسؤولية الخسارة على طريقته بالرغم من أنها ليست لاعبا أو مدربا. ومن الأحداث الطريفة التي وقعت لإحدى السيدات مع كرة القدم، حرمانها من اختيار أسماء ابنتيها لأن زوجها فضل إطلاق اسم «انتصار» على ابنتهما الكبرى بعد أن فاز فريقه المفضل الرجاء البيضاوي بلقب البطولة قبل 22 سنة، ثم اختار أن تحمل ابنتهما الثانية اسم «رجاء» على اسم الفريق، وتؤكد أن زوجها يكرس كل وقته لمشاهدة المباريات، ومتابعة التعليقات المختلفة عليها، «ونهارها كحل لا لون له» إذا خسر فريقه المفضل. حتى الأجانب يتشاجرون بسببها ظاهرة الخلافات الزوجية أثناء مشاهدة المباريات والتي قد تصل إلى حد الطلاق منتشرة في كل أنحاء العالم، حيث أكدت أبحاث قام بها العديد من الباحثين والمختصين في المجال الأسري والخبراء في العلاقات الزوجية كجامعة أكسفورد البريطانية وجامعة هارفارد وبعض الجامعات المصرية، أن 33 % من الأزواج تعرضوا للخلافات والمشاكل أثناء مونديال 2006، بمعنى أن 350 مليون أسرة عاشت في دائرة من القلق والتوتر أثناء تلك الفترة. وعمدت نساء هولنديات إلى تأسيس موقع على «الفايس بوك» يعلن من خلاله: «نعلن نحن جماعة نساء من أجل هولندا خالية من كرة القدم، الثورة على بطولة كأس العالم، والعمل على التخلص منها للأبد، يجب أن نضع نهاية لهذا الأمر الذي زاد عن حده، يجب أن يتوقف ذلك الآن، لن نسكت بعد اليوم، يجب أن يعرف رجالنا بأن الحياة ليست كرة قدم فقط. وأضافت إحدى عضوات الجماعة: سئمنا هذا الأمر، كل رجالنا يتسمرون أمام شاشات التليفزيون ويهملوننا، إنهم يعتقدون أن النساء لا يفهمن اللعبة، ولا يصلحن سوى لتقديم المشروبات والشطائر لهم، ودعت تلك المجموعة النسائية عضواتها للسيطرة علي أجهزة التحكم عن بعد ورفض غسيل ملابس أزواجهن إن كانت برتقالية اللون، وكذلك إجبارهم على تحضير الطعام لهن. وكشف استطلاع سابق أجري في كأس العالم الماضي عام 2006، عن علاقة الجنس مع البطولة، وكشف على أن الكثير من الأوروبيين مستعدون كي يتنازلوا عن ممارسة الجنس من أجل مشاهدة المباريات.