نوبة الهلع (panic attack) هي نوبة من الخوف الشديد غير المتوقع الذي يحصل فجأة، أي الذي لا علاقة له بمواجهة موقف أو ظروف مخيفة لكل إنسان. وتشمل أعراض هذه النوبات الجانب النفسي والجانب البدني. وحينما يتكرر حصول هذه النوبات، تسمى الحالة اضطراب الهلع (panic discorder). وعليه فإن نوبات الهلع، هي أحد أنواع اضطرابات القلق (anxiety disorder)، ومن الممكن أن تحصل تلك النوبات في أي وقت وفي أي مكان، ودون أي إنذار مسبق. وقد يعيش المصاب حالة دائمة من الخوف من عودة الإصابة بنوبة الذعر والهلع، وقد يتحاشى الوجود في الأماكن التي قد تثير لديه نوبة الهلع والذعر. وقد يبقى بعض المصابين حبيسي منازلهم لفترات زمنية طويلة، ولا يغادرونها للعمل أو التواصل الاجتماعي أو قضاء الأعمال والحاجات، كل هذا خوفا من تلك النوبات. والحالة لا علاقة لها بالشجاعة أو الجبْن، ومن بين المصابين بنوبات الهلع كثير من الجبناء الذين لا يعانون إطلاقا من تلك المشكلة، وكثير من المصابين الذين أثبتوا شجاعتهم في مواقف عدة. وعلى الرغم من معاناة الرجال منها، فإن نوبات الهلع أكثر شيوعا بين النساء. وتشير المؤسسة القومية الأمريكية للصحة النفسية إلى أنه غالبا ما تبدأ الإصابة بتلك النوبات في بدايات فترة الشباب. وأيضا تحصل النوبات في الفترات العصيبة التي يواجه فيها المصاب ضغوطات عدة. والجيد في الأمر أن كثيرا من المصابين بنوبات الهلع يتحسنون جدا بالمعالجة الطبية، على الرغم من وجود تلك الأسباب الخارجية التي أدت بهم إلى نوبات الهلع. وتهدف المعالجة الطبية إلى تحسين مستوى الملاحظة والتمييز ونسق التفكير، قبل أن يؤدي اضطراب التفكير وتقييم الضغوطات إلى ظهور النوبات تلك. وقد تساعد الأدوية في هذا ضمن منظومة العلاج الطبي لنوبات الهلع. الباحثون في المكتبة القومية الطبية بالولايات المتحدة يقدمون قائمة بالأعراض التي يمكن حصول بعضها أو كلها لدى المصابين بنوبات الهلع. وتشمل: - ألما في الصدر، مع تسارع وتيرة نبضات القلب. - الإغماء أو الشعور بالدوخة والدوار. - صعوبات في التقاط النفس وإدخال الهواء إلى الصدر، كأن ثمة حالة من الاختناق. - الرجفة والارتعاش في الأطراف. - زيادة إفراز العرق، مع شعور بالبرودة والرعشة أو بحرارة تسري في الجسم. - الخوف من أن الموت قادم، أو أن المرء لا سيطرة له على ما يجري من حوله. - الشعور بالتخدير أو الوخز في الجسم، مع الغثيان.