نظمت الجمعية الفرنسية للفن والثقافة «إيليزي إيفينتز»، التابعة لمجموعة «أوريانتال موديل»، في السادس من يونيو ب»نادي البريفيليج»، وهو نادٍ خاص يوجد في المقاطعة التاسعة بباريس، المسابقة الثالثة لملكة جمال فرنسا والمغربMISS FRANCO-MAROC ، والمخصصة لاختيار أجمل فتاة فرنسية من أصل مغربي. أطلقت الترشيحات على موقع الفايسبوك وجاءت شروط التباري على الشكل التالي: أن تكون المرشحة مغربية أو من أصل مغربي، أن تقيم أو تعيش بفرنسا، أن يتراوح سنها بين 18 و30 سنة، أن تبلغ قامتها على الأقل 1,65 مترا، أن تتوفر على حساب في الفايسبوك، أن تكون غير مكتنزة الأرداف، وزيد وزيد... وعلى الموقع، تم اختيار قائمة ب12 مرشحة، تقدمن أمام لجنة تحكيم مؤلفة من شخصيات سليلة لعالم السياحة والفن والأسفار، لاستعراض أوصافهن الكاملة، ولتمثيل مناطق انتمائهن المغربية الاثنتي عشرة. مرة بالقفطان ومرة بالصاية أو الكوستيم، «تفلعصت» المرشحات، إذن، عنوة في مشيتهن ذهابا وإيابا أمام لجنة التحكيم وأمام الجمهور الذي حج إلى «نادي البريفيليج» بعد تأديته لتذكرة بقيمة 27 أوروها، فيما عرضت على «موالين الحبة» طاولات VIP بمبلغ 35 أوروها، بوجبات حلال. نشط السهرة «الفنان» فودي رفقة مجموعة أخرى في اسم «الكتبية للدقة المراكشية» وفرقة بوليودية من الهند. وبعد الاستعراض، كان الفوز حليف المرشحة نبيلة بنه، من أصل رباطي، وتبلغ من العمر 22 ربيعا، بقامة تبلغ، تبارك الله، 1,78 مترا، وتعمل مستشارة مالية. فيما فازت بالمرتبة الثانية أمل حسايني، وهي من مواليد فاس، وتبلغ من العمر 27 سنة، وتعمل منذ أربع سنوات في مجال تسيير الميراث العقاري. من تطوان احتلت ليلى بولعيش المرتبة الثالثة، وهي تعمل مساعدة إدارية. وكانت المرشحة خولة الركراكي، ممثلة مدينة طنجة، المرشحة الوحيدة التي أعدت كسوتها لهذا الغرض «نكافة محترفة!». وفي اتصال عبر البريد الإلكتروني مع أمل حسايني، أشارت الأخيرة إلى أنها تساهم لأول مرة في حفل من هذا القبيل. «أعربت عائلتي المحافظة عن مفاجأتها لمشاركتي، وبالتالي لم تبد حماسا لهذا النوع من المسابقات. غير أنني نجحت في طمأنتها في ما يخص جدية الحفل وجدية الاستعراض». أما ليلى بولعيش، 28 سنة، والتي احتلت المرتبة الثانية مناصفة مع آمال حسايني، فترددت قبل أن تدلي لنا باسمها العائلي مخافة رد فعل والدها. هؤلاء الفتيات، تبارك الله، بمستوى مهني وثقافي محترم. ها الصبا، ها الجمال، ها الذكاء، والله يكمل بخير. لكن بماذا يمكن أن نفسر مشاركة بعضهن ب»التخبية» في هذا النوع من المسابقات، إن لم يكن الاعتراف الرمزي بالذات، وذلك في غياب اعتراف العائلة والمجتمع؟ بعد مسابقة «ملكة جمال فرنسا-الجزائر»، التي أقيمت قبل شهرين في أحد الأندية الفاخرة بحي السان جيرمان دوبري، تأتي هذه الدورة للكشف عن مشروع تقف من ورائه جمعية بمقاصد وتصورات مبهمة، جمعية تزاوج بين «البيزنس» والنجومية، الفلكلور والاستشراق البادخ والبائخ، مع طموح إلى خلق شبكة، بل شبكات لحسان الشرق والمغرب العربي وترويجهن لاحقا في الصالونات، الكباريهات، معارض الأزياء أو في مهرجانات ثقافية. هكذا ستشارك، حسب المنظمين، «ميس فرانس ماروك» في الدورة القادمة لمهرجان الرباط للسينما. وتعتزم «إيليزي إيفينتز» تقديم الفائزة، بل الفائزات خلال حفل كبير في الخريف القادم بقاعة «الزينيت» الشهيرة بباريس. كما تنظم الجمعية بعد شهر رمضان مسابقة لملكة جمال فرنسا-تونس. أدرك الحاذقون أن «جيل الستار أكاديمي»، الذي أصبح يتهافت على المسابقات، وأغلبها تافه، هو طعم دسم لصيد الحالمين والحيارى والراغبين في كسب الاعتراف والدفع بالمتبارين والمتباريات إلى واجهة ثقافة البيبول. لما عرضت على الضاوية صور الفائزات في مسابقة «ميس فرانس-ماروك»، حملقت فيهن مليا قبل أن تدلي بالتعليق التالي: «الصباط طالو ولقرايا والو. وا فضحتينا آ المعطي بصحابات الروطانا؟!»، وغادرت المطبخ من دون الاستماع إلى توضيحاتي التي تعتبرها دائما من باب المفضحات !