كانت ألمانيا تستعد لخوض نهائيات كأس العالم 1966، الذي ستحتضنه إنجلترا، واختارت المنتخب المغربي في برنامج مبارياتها الإعدادية، فلم تكن المباراة التي جمعت المغرب في ألمانيا في المكسي. اللقاء الأول الذي جمع منتخبي البلدين، فقد سبق لهما أن تعرفا على بعضها في مدينة «كالشرو» في تلك المقابلة الودية... مقابلة انهزم فيها المنتخب المغربي ب5 إصابات لإصابة واحدة. لكن العناصر المغربية تركت انطباعا حسنا لدى الجمهور الألماني، فقد كان المغاربة يتمتعون بمستوى جيد، غير أنه كان ينقصهم الاستعداد والخبرة لمواجهة منتخب مثل منتخب ألمانيا، الذي كان يضم لاعبين من طينة ميللر، ليبودا و«القيصر» بكنباور. بعد نهاية المقابلة، نظم الألمان حفل استقبال على شرف المنتخب المغربي، حيث كان الحفل فرصةً كي يتعرف اللاعبون على بعضهم البعض، لكن ذلك الحفل سيكون «بطله» اللاعب الغيادي، لاعب نهضة سطات، الفريق العتيد، الذي ضم بين صفوفه لاعبين كباراً مثل المدافع المرحوم السليماني... يحكي أحد الصحافيين المغاربة، الذين شهدوا تلك المباراة الودية بين المغاربة والألمان، أن بكنباور كان يتبادل أطراف الحديث مع بعض اللاعبين المغاربة، فسأل باموس عن المهنة التي يزاولها، فأجاب باموس: Officier وتوجه بكنباور بنفس السؤال إلى لاعب آخرَ من فريق الجيش الملكي، لم يكن سوى الفضيلي، الذي رد على سؤال بكنباور: Sous- officier -... والتفت بنكنباور إلى الحطاب، وهو لاعب آخر من النهضة السطاتية، ليسأله نفس السؤال، فأجاب الحطاب: Marin وجاء دور اللاعب المغربي الرابع، الذي لم يكن سوى الغيادي، الذي وجه له القيصر نفسَ السؤال: فكان جواب الغيادي: Sous- marin... جواب لم يفاجئ اللاعبين المغاربة الذين كانوا يعرفون حس الفكاهة الذي يميز الغيادي، الذي كان يتصرف على السجية، كذكرى ما قام به أثناء المقابلة التي جمعت المغرب وألمانيا، إذ أمام الاكتساح الألماني، اندفع الغيادي إلى الأمام يحاول أن يسجل إصابة يقلص بها هامش الإصابات الذي ما فتئ يتسع، لكنْ عبثا حاول تحقيق ذلك المبتغى.. وبينما كان الألمان يقودون هجوما في اتجاه المرمي، التي كان يحرسها العملاق علال، حاول الغيادي إبعاد الخطر، لكنْ الكرة ارتدت إلى مرمى المغاربة وارتطمت بالعارضة أمام ذهول علال، الذي أخذ يوبخ الغيادي، الذي رد عليه «ما بغاتشْ تماركا عندهمْ، اللّهم تْماركا عْندكْ»...