يعيش سكان الحي الصفيحي «راس ماروك» بطنجة، على وقع تهديدات من طرف مجموعة من تجار العقار الذين يحاولون طردهم من البراريك التي عاشوا فيها لأزيد من 50 سنة، في الوقت الذي تقوم فيه سلطات المدينة بالدفع نحو حل وسط يجعل تجار العقار يؤدون تعويضات للسكان من أجل مساعدتهم على بناء منازل في مناطق أخرى سلمت لهم. وتعرض سكان «راس ماروك» لتهديدات من طرف تجار العقار، آخرها عندما حاول أحد الملاكين، بمعية عون قضائي وبعض رجال السلطة، هدم إحدى البراريك بالقوة، غير أن السكان انتفضوا ضد هذا المنعش العقاري، ومنعوه من هدم «البراكة» التي تؤوي إحدى الأسر. وزادت حدة التوتر بين بعض رجال السلطة الذين كانوا يحاولون فض الاحتجاج، وبين صاحب «البراكة»، بعدما تم اعتقال هذا الأخير بتهمة «الترامي على ملك الغير وإهانة موظف»، غير أنه تم إطلاق سراحه بعد 24 ساعة، وطوي ملفه بعد تدخلات قامت بها السلطات المحلية، لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية. ولا يزال أفراد أزيد من 50 أسرة من سكان هذه الساحة ينتظرون عملية ترحيلهم من الحي الصفيحي، بعدما تم ترحيل باقي الأسر إلى مواقع سكنية أخرى. وكان المتضررون قد وجهوا شكاية إلى والي الجهة، محمد حصاد، يطالبونه بإيجاد حل لمشكلتهم وإنهاء معاناتهم مع السكن الصفيحي. وتقول الشكاية، المرفوقة بتوقيعات المتضررين، إن وجودهم في هذا الحي الصفيحي، وسط النفايات وبقايا البراريك المهدمة، يشكل تهديدا لسلامتهم، سيما وأن المشردين يتخذون هذا المكان مأوى لهم. وتضيف الشكاية أنه، في الصيف الماضي، سجلت أزيد من ستة تدخلات لرجال الإطفاء بسبب إضرام المشردين النار في البراريك المهدمة. ويطالب سكان «راس ماروك» بالإستفادة من بقعة أرضية تضمن لهم سكنا لائقا، كما هو الحال مع سكان الحي الصفيحي الذين استفادوا من البقعة الأرضية، مع العلم، تضيف الشكاية، أن هناك خمس أسر أجريت لها عملية القرعة وتتوفر على أرقام بقعها الأرضية لكن لم يتم ترحليها. من جهتها، تقول السلطات إن سكان هذا الحي الصفيحي، لن يتم ترحيلهم قبل أن يؤدي ملاكو الأراضي، أي المنعشون العقاريون، إتاوات مالية لصالح السكان، حتى تنضاف إلى المبلغ المالي الذي ستؤديه الدولة لهذه الأسر، لتتمكن من تشييد منزلها فوق القطعة الأرضية التي استفادت منها. وتقول مصادر قريبة من هذا الملف، إن اجتماعات تعقد بين المصالح الولائية وبين الملاكين، من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، سيما وأن بعض الملاكين يرفضون أداء أي مبلغ مالي لهؤلاء السكان، ويطالبون بطردهم منها، لأنهم، كما يقولون، «يحتلون أراضيهم دون وجه حق». وإلى أن تتوصل السلطات والملاكون إلى حل، فإن سكان «راس ماروك» يعتبرون أن أي تسويف آخر يطال ملفهم، قد تكون له انعكاسات خطيرة على صحة ذويهم، لا سيما الأطفال وكبار السن. ويقول أحد ساكني هذا الحي الصفيحي، إنه أصيب بمرض «الاكتئاب» ويحاول مقاومته عن طريق بعض الأقراص المهدئة، وذلك بسبب المشاكل اليومية التي تواجهه، جراء الوضع الذي وصفه ب «باللا إنساني»، داخل الحي الصفيحي. ويرتقب أن تزور هذا الحي عدة جمعيات الحقوقية لتقف على حجم معاناة الأسر، التي تعيش بين القاذورات والنفايات، مما يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان.