هدمت السلطات المحلية، في ضواحي طنجة، العشرات من الأكواخ القصديرية، في إطار حملة تهدف إلى القضاء على الأحياء العشوائية، وهي حملة لها علاقة مباشرة بتصاعد سوق العقار وارتفاع وتيرة الاستثمارات في المدينة. وقال سكان من المنطقة المجاورة للمطرح العمومي للنفايات، التي توجد قرب المنطقة الصناعية «مغوغة»، إن عملية الهدم لم تراع الجوانب الإنسانية للسكان الذين وجدوا أنفسهم مشردين رفقة أبنائهم في الخلاء. وحضر مسؤولون بارزون في ولاية طنجة عملية الهدم، من بينهم الكاتب العام للولاية محمد الصفريوي، ووالي أمن طنجة، بينما لوحظ وجود مكثف لقوات الأمن العمومي مثل الدرك الملكي والقوات المساعدة وقوات التدخل السريع. ووفق شهود عيان، فإن حضور السلطة في المنطقة كان ملحوظا، حيث إنه من النادر أن يوجد الكاتب العام للولاية بنفسه في منطقة الهدم، وهو المسؤول الذي يباشر عن قرب عملية الاستثمار في المدينة، مما يدفع إلى الاعتقاد أن هدم براريك مغوغة سيفتح الطريق قريبا أمام مشاريع سكنية واقتصادية في المنطقة. ويعيش أغلب سكان هذا الحي العشوائي من العمل في مصانع المنطقة، أو من خلال البحث عن النفايات في المطرح العمومي. وقال سكان إنهم تعرضوا للضرب من طرف قوات «السيمي» والقوات المساعدة، فيما أغمي على أشخاص وتم حملهم إلى المستشفى. وشوهد العشرات من النساء والأطفال وهم يجلسون تحت شمس حارقة منذ ساعات الصباح الأولى، فيما قال شهود عيان إن بعض السكان الغاضبين حاولوا إحراق براريكهم قبل تهديمها، ومنعهم الأمن من ذلك. ويقول السكان إنهم يعيشون في المنطقة منذ أزيد من 15 سنة، وإن كل العمال والولاة الذين مروا من طنجة رفضوا طردهم في غياب بديل، غير أن إرهاصات الطرد بدأت منذ حوالي سنتين، حين توقف المقدمون والقياد عن منح شهادات السكنى لسكان الحي المذكور، وهو ما دفع إلى الاعتقاد بأن حمى العقار ستلتهم قريبا هذه المنطقة. وتتميز منطقة البراريك التي تم هدمها بوجودها في منطقة على درجة كبيرة من الأهمية، حيث تطل الواجهة الجنوبية منها على وسط المدينة، بينما الواجهة الشمالية تطل على مضيق جبل طارق، وهو ما يسيل لعاب المستثمرين العقاريين. وفي الوقت الذي تقول السلطات إن المنطقة تعود لخواص، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد ذلك بسبب أنه لم يسبق أن طالب خواص باسترجاع هذه المنطقة وطرد سكانها. ويقول مسؤولون عاينوا عملية الهدم إن المنطقة أضحت خزانا لأنصار ما يسمى «السلفية الجهادية»، غير أن سكانا قالوا إنه لم يسبق أن تورط أحد في المنطقة بأعمال مخلة بالأمن، وأن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة. وتوجد منطقة براريك مغوغة على بعد كيلومترين فقط من منطقة الخرب، التي عرفت خلال الأشهر الماضية صراعا محموما بين السكان، بسبب رغبة مقاولين ومنعشين عقاريين في شراء أراضي في المنطقة.