يشارك المغرب في معرض شانغهاي العالمي الذي افتتح في الفاتح من ماي الماضي، حيث يرتقب أن يتوج الحضور المغربي في هذا الملتقى العالمي بتنظيم اليوم الوطني المغربي في ثلاثين شتنبر القادم. ويمتد المعرض، على مساحة 5.3 كيلومترات، الذي استقطب أكثر من 192 دولة و 50 منظمة دولية، ويستغرق ستة أشهر إلى غاية متم أكتوبر القادم. وتوقع المنظمون أن يحظى معرض شانغهاي بزيارة قرابة مائة زعيم سواء في حفل الافتتاح أو الاختتام أو بمناسبة الأيام الوطنية لكل دولة مشاركة في هذا الملتقى. وأشارت شنغهاي إلى أنها صرفت أكثر من 43 مليار دولار لإنجاز المعرض سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ، حيث استعملت هاته النفقات في تحديث البنيات الأساسية بالمدينة عبر توسيع شبكة الميترو والأنفاق وبناء الطرق السيارة و إعداد أنفاق للسيارات و تجهيز منطقة العرض. ويشارك المغرب في هذا المعرض بجناح يمتد على مساحة ألفي متر مربع، حيث صمم على شكل قصر مغربي من الطراز الفخم، ويعكس الجناح المغربي الذي يحمل إسم « المغرب ...فن الحياة»، و الذي يقع في الفضاء «أ» للمعرض، الثقافة المغربية كما تشكلت عبر مختلف العصور. وسوف يتعرف زوار المعرض على مدى ستة أشهر على مكونات الحضارة المغربية، وعلى صور من الحضارة المغربية، والتي أثارت اهتمام الصحافة الصينية التي وصفت الجناح المغربي ب «قصر ألف ليلة و ليلة» و «متحف المغرب». ويسعى المغرب من وراء المشاركة في هذا المعرض الذي يعرف مشاركة أهم الدول في العالم، بالإضافة إلى التعريف بثقافته، إلى تدعيم علاقاته مع الصين التي أضحت في السنوات الخمس الأخيرة، ثالث شريك تجاري للمغرب. وقد استلهم مصممو القصر المغربي في معرض شانغهاي، المميزات المعمارية والفنية التي ينفرد بها المغرب، مستحضرين في ذات الوقت النجاح الذي صادف الجناح المغربي في المعرض العالمي بايشي باليابان قبل خمس سنوات و المعرض الدولي الذي شهدته سرقسطة قبل سنتين. وانكب ثلة من الصنايعية المغاربة على مدى أسابيع على زخرفة و تزيين القصر المغربي، بالاعتماد على مواد نقلت إليه من المغرب.. ولم يغفل مصممو القصر المغربي في المعرض، الحدائق الأندلسية في محيطه، في حين عكست مختلف زوايا القصر و فضاءاته الذوق المغربي الذي تجلى عبر النقش على الخشب و الجبس و الزليج. وينقسم الجناح المغربي إلى ثلاثة فضاءات، حيث يعكس الفضاء الأول المدينة المغربية عبر أذواق سكانها في اللباس والطعام و السكن والفنون. وينقل الفضاء الثاني، عبر تقنيات سمعية بصرية، الزائر إلى الحياة اليومية عبر الأسواق و العمران والأسواق التقليدية و فن العيش. ويعرف الفضاء الثالث بالتحولات التي طبعت مسار المغرب في السنوات الأخيرة في قطاعات الصناعة و الفلاحة و السياحة... ويعتبر معرض العالم بشنغهاي الأكبر في العام وحضر افتتاح المعرض عشرون من قادة العالم من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وتأمل الصين أن يسهم المعرض في إظهار تأثيرها كقوة عالمية صاعدة بقوة. فالمسؤولون الصينيون يؤكدون أنه يمثل فرصة للتدليل على قوة الصين «الناعمة» ونفوذها المتصاعد على المسرح الدولي، اضافة الى كونه يمثل ايضا فرصة للآخرين للتقرب من الصين. ونقل عن الإعلام الصيني الرسمي قوله إن المبالغ التي أنفقت على تنظيم المعرض وتشييد منشآته فاقت تلك التي أنفقت على اولمبياد بكين عام 2008. ومن المتوقع أن يستقبل المعرض اكثر من سبعين مليون زائر غالبيتهم العظمى من الصينيين، خلال الأشهر الستة التي سيبقى مفتوحا فيها. وبالرغم من صعوبة شرح ما تمثله هذه المعارض العالمية في عالم اليوم، إلا أنها كانت في الماضي تستخدم للتعريف بقوة الدول والنفوذ الذي تتمتع به على المسرح الدولي. وقد كان أول معرض عالمي، وهو المعرض الذي إقيم في كريستال بالاس بلندن عام 1851، كان الغرض منه عرض التفوق الصناعي والعسكري والاقتصادي لبريطانيا آنذاك. ولا يقل معرض شنغهاي عن معرض لندن أهمية بالنسبة للصين.