لأول مرة، استطاع مواطنون من قبيلة آيت عبدي في إقليم أزيلال، التنقل إلى العاصمة الرباط، من أجل الاعتصام أمام البرلمان وتبليغ تظلماتهم إلى المسؤولين بعدما يئسوا من انتظار حلول للتهميش الذي يطالهم. واصطف هؤلاء، صباح أمس، أمام البرلمان وعددهم 56 رجلا، من أجل التعبير عما لحقهم من تهميش، لسنوات طويلة، وليعرضوا مطالبهم في حقهم في العيش الكريم. وأكد موحا بويسلخين، في تصريح ل«المساء»، أن أطفالهم محرومون من الدراسة منذ أزيد من 18 سنة، بسبب عدم قدرة الأساتذة على تحمُّل العيش هناك، إضافة إلى أن أغلبية المرضى يموتون في الطريق، قبل وصولهم إلى المستشفى. ورغم محاولة بعض ممثلي السلطة المحلية إقناعَ هؤلاء بالعودة من حيث أتوا وأخبروهم بأن سلطات أزيلال عملت كل ما في وسعها لأجلهم، فإن السكان تشبثوا بمطلبهم في رفع شكايتهم إلى الملك محمد السادس، وأكدوا لمحاوِريهم من السلطة المحلية أن منطقتهم لم تشهد أي تغيير منذ عهد الاستعمار. وقال محمدا أوعبي ل«المساء»: «لقد يئسنا من وعود المسؤولين دون نتيجة ونريد حلولا عاجلة»، مضيفا أنهم يرغبون في لقاء الملك، لأنه الوحيد القادر على حل مشاكلهم. وفي رسالة يرغب سكان آيت عبدي في إرسالها إلى الملك يوضحون فيها معاناتهم اليومية مع ظروف العيش، يقولون إنهم يعانون مشاكل لا تُعَدّ ولا تُحصى، منها الجفاف ونقص مياه الشرب وانعدام الكهرباء والطرق والخدمات الطبية وغياب المدارس والإدارات. وقال هؤلاء إنهم يضطرون إلى ركوب الدواب، مسيرة نصف يوم، من أجل جلب مياه الشرب، ومسيرة يومين، قصد الوصول إلى السوق!.. وهناك من لقي حتفه وتوفي، بسبب الثلوج ووعورة الطريق... وحاول القادمون من زاوية أحنصال عبور طريق أخرى غير الطريق المعهودة، من أجل الوصول إلى العاصمة، تفاديا لكل عراقيل السلطات المحلية وخوفا من أي اعتقال محتمَل. ويطالب السكان بإنجاز طريق مُعبَّدة من «أكرض نودماز» مرورا بدائرة «أميضر» و»تفراوت» و«تناتمين»، وصولا إلى «نايت حديدو». وأكد السكان في رسالتهم أن معظم السكان أميون يعيشون على نفقات أهل الخير والإحسان، ومنهم من يتسول في مناطق «بومالن دادس» و«قلعة مكونة» و«تنغير» و«ورزاات والراشيدية»، ويعتبرون أنفسهم الطبقة الوحيدة المهمَّشة بشكل خطير في المغرب. يُذكَر أن سكان آيت عبدي في أزيلال سبق أن قرروا تنظيم مسيرة في اتجاه الرباط، سنة 2002، وتم منعهم من الوصول من قِبَل السلطات العمومية وقُدّمت لهم وعود إنجاز جميع البنيات التحتية. كما قاموا سنة 2007 بمسيرة أمام عمالة إقليم أزيلال، مشيا على الأقدام لمسافة وصلت إلى 300 كيلومتر. وسبق لعامل إقليم أزيلال أن زار منقطة آيت عبدي سنة 2009، من أجل الوقوف على معاناة سكان المنطقة، وقُدّ]مت لهم وقتها وعود، لكنْ دون نتيجة تُذكَر، حسب تصريحات متطابقة لبعض سكان المنطقة.