تعتمد صحة الرجل بشكل عام على وجود نسبة طبيعية من الهرمونات بالجسم، من أهمها هرمون الذكورة «التستوسترون» الذي يلعب دوراً أساسياً في شخصية الرجل وميوله الجنسية، وهو مرادف للرجولة بكل معانيها ولسلوكه العدواني في كثير من الأحيان، ولكن وجد علماء هولنديون أن النساء اللاتي تناولن جرعات من الهرمون الذكري «تستوستيرون» لا يمكن أن يثقوا بسهولة بالغير. وأشارت وكالة «برس أسوسياشن» البريطانية إلى أن الدراسة، التي أعدها باحثون من جامعة «إترشت» في هولندا، أكدت أن «تستوستيرون» الذي يعرف عادة ب«الهرمون الذكري»، عدا عن تأثيراته على النواحي الجنسية، فهو يجعل الشخص أقل انخداعاً. وأجرى الباحثون دراستهم على 24 شابة بلغ معدل أعمارهن 20 عاماً، وأعطوهن جرعات من دواء مزيّف وطلبوا منهن تقييم مدى ثقتهن بوجوه غرباء في سلسلة من الصور الفوتوغرافية. وبعد ذلك أعطوهن جرعات من ال«تستوستيرون» تحت اللسان وطلبوا منهن الطلب نفسه، فوجدوا أن ثقتهن انخفضت10 نقاط لدى رفع معدّل ال«تستوستيرون» في أجسادهن. له تأثيرات إيجابية ومن النواحي الإيجابية، اكتشفت دراسة حديثة أن المرأة التي تحقن بهذا الهرمون تصبح أكثر لطفاً وعدلاً في تعاملاتها مع الآخرين. وأشار الباحث كريستوف أيزنيجر لموقع «لايف ساينس» من جامعة زيوريخ في سويسرا إلى أن المرأة التي تحقن بهرمون «تستوستيرون» تصبح أكثر لطفاً وعدلاً خلال ألعاب المساومة وقسمة المال مقارنة بالمرأة التي تأخذ أدوية لا مفعول طبياً لها على سبيل المقارنة. وأوضح أيزنيجر أن النساء اللاتي تم حقنهن، وعددهن حوالي 60 امرأة، بالهرمون تبدلت سلوكيات بعضهن بشكل واضح وكن أكثر ميلاً للتسامح خلال ألعاب المساومة من نظيراتهن اللاتي تناولن أدوية لا تأثير طبياً عليهن. وتدعم هذه الدراسة النظرية القائلة «إن هذا الهرمون بدل أن يزيد العدوانية عند المرأة كما هو الحال عند الرجل، فإنه يؤثر على الطريقة التي تنظر فيها إلى الأمور في المجتمع». وينظر عادةً إلى هذا الهرمون بأنه «هرمون الذكورة»، لأن مصدره وكذلك الحيوانات المنوية هما الخصيتان، وهو موجود لدى النساء ولكن بنسبة قليلة. وأظهرت دراسات سابقة على الحيوانات أن هذا الهرمون يزيد عدائيتها أيضاً وعدائية الرجال الذين قد يتعرضون لضغط نفسي مثل قضاء عقوبة في السجن وما شابه. كما اكتشف الباحثون أن ارتفاع مستوى الهرمون الذكري «تستوستيرون» لدى النساء يدفعهن بصورة أكبر إلى اقتحام عالم المال والتجارة ويجعلهن أكثر ميلاً للمجازفة واختيار أعمال تتخللها الأخطار. وأشارت الدراسة إلى أن الرجال والنساء الذين يمتلكون مستويات متعادلة من هذا الهرمون يميلون إلى الأعمال التي تتخللها المجازفة. كما أن النساء اللاتي يعملن في مجالات المال, التي تسود فيها روح التنافس والعداء، تكون لديهن مستويات عالية من هرمون «تستوستيرون». وأكد الباحثون أن هرمون ال«تستوستيرون» يزيد الرغبة في المنافسة ويقهر الخوف، ومن أضراره تشجيع الأفراد على انتهاج بعض السلوكات المتهورة مثل الإدمان على الكحول والقمار. يحمي قلوب الرجال
أعلن باحثون أستراليون أن هرمونات الذكورة تساعد على تجدد الأوعية الدموية المحيطة بالقلب. وأشار دانيال سيفيكينج، من معهد أبحاث القلب في جامعة سيدني، إلى أن الذكور الذين تتراجع لديهم معدلات الهرمونات الذكرية المعروفة باسم «أندروجين» يعانون من تضرر القلب. ووجد سيفيكينج وزملاؤه أن الخلايا المأخوذة من الحبل السري لجنين بشري ذكر استجابت ل«الأندروجين» فتكاثرت وتحركت، وهى نشاطات مرتبطة عادةً بنمو الأوعية الجديدة. وتوقع الباحثون أن يستخدم العلاج البديل ب«الأندروجين» مستقبلاً لعلاج الرجال المعرضين لخطر الإصابة بمرض القلب، لكنهم حذروا من أن «الأندروجين» ساعد في نمو الأورام عند الإصابة بسرطان البروستاتا. ضغط الدم وتدني هرمون الذكورة !!
وأظهرت نتائج الأبحاث أيضاً أن الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية ومرضى السكري هم عرضة بشكل أكبر لأن تظهر لديهم نسب متدنية من هرمون «تستوستيرون» في الجسم، مضيفة أن السمنة وزيادة الوزن عامل يؤدي بشكل لم يتوقعه الكثيرون إلى قلة نسبة هذا الهرمون الذكري، إذْ تبين للباحثين أن السمنة ترفع احتمال أن يصيب الرجل بتدن في نسبة هرمون «تستوستيرون» بمعدل الضعف! من جهتهم، أشارالباحثون من الولاياتالمتحدة وإيطاليا في مجلة «أرشيفات الطب الباطني» الأمريكية إلى أن نقص نسبة هورمون «تستوستيرون» لدى الرجال والنساء أيضاً ممن تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، هو أمر مرتبط بنشوء حالة فقر الدم أو الأنيميا، وتحديداً فإن نتائجهم تحدثت عن أن نقص الهرمون لدى الرجال يرفع احتمالات عرضة الإصابة بفقر الدم إلى خمسة أضعاف، ولدى النساء إلى الضعفين. وبتحليل الدكتور توماس ميلجان وزملائه في مركز مالكوم راندل الطبي بولاية فلوريدا لعينات دم حوالي 2170 رجلا ممن يتابعون في العيادات الأولية بالمركز، تبين أن 39% منهم لديهم نسبة هورمون «تستوستيرون» أقل من المعدل الطبيعي، مما جعل الدكتور ميلجان يعلق على النتيجة بقوله «إن انتشار هذا الأمر كبير، وإنني أعتقد تاريخياً بأن الموضوع تم إهماله وتجاهله، وهذا ما لا يجب أن يكون، فمثلاً تدني نسبة هورمون «تستوستيرون» تسبب في نشوء الاكتئاب وخلخلة «هشاشة» العظام.