أكد حقوقيون في تازة أن 50 في المائة من الأمراض التنفسية المزمنة والخطيرة التي تصيب السكان، وبالخصوص في دوار المطاحن في جماعة غياثة الغربية، في دائرة وادي أمليل في إقليمتازة، هي ناتجة عن المقلع المذكور، والذي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا على حياة المواطنين، وأن نسبة 50 في المائة هي ناتجة عن تأثيرات هذا المقلع والذي يتخصص في حجر البازالت، وهو حجر سام مضاعفاته خطيرة ولها تأثير على الأمد البعيد، حسب ما تثبته الدراسات العلمية، تؤكد المصادر نفسها. وأضاف الحقوقيون أن أغلب الأمراض لها ارتباط بالجهاز التنفسي، والدليل ذلك طبيعة الأمراض التي تصيب السكان والتي هي في أغلبها عبارة عن أمراض التكيس الرئوي والربو.. وتوفي في الفترة الأخيرة، تضيف المصادر ذاتها، خمسة أشخاص، آخرهم سيدة توفيت يوم الثلاثاء الماضي، كما أن الأمراض والأعراض نفسها هي التي تخلف هذه الوفيات، وهي في الغالب أمراض تتعلق بالجهاز التنفسي، حيث إن أغلب الوفيات في صفوف الأطفال، تضيف المصادر الحقوقية، تكون بسبب الإصابة بمرض الربو، جراء الغبار الذي يغطي المنطقة والذي ينتج عن عملية تفجير وتفتيت الصخور البركانية المعروفة بمعادنها السامة والثقيلة (البازالت). واعتبر الحسين الغدير، فاعل حقوقي وجمعوي في المنطقة، أن كل الشكايات التي تقدموا بها في ما يتعلق بهذا الموضوع، والتي استقبلتها مكاتب السلطات المحلية والإقليمية، لم تنصف السكان ولم تحرك أي ساكن، بل ما زال السكان وحدهم يدفعون ضريبة وجود مقلع الأحجار بينهم، والنتيجة، يضيف، تزايد الوفيات الناتجة عن تأثيراته. وطالب الحقوقيون بتدخل عاجل للجهات المسؤولة لفتح تحقيق مفصل ونزيه لمعرفة حجم و»هول» ما يتسبب فيه المقلع من معاناة للسكان، بل كبدتهم مصاريف إضافية للعلاج، ودون أن يتم مد يد المساعدة لأحدهم على اعتبار أن الأمراض لها ارتباط بالتلوث البيئي الذي مرده مقلع الأحجار. وفي الوقت الذي ينتظر السكان أن يتقوى عضدهم من خلال تقديم مساعدات أو تعويضات عن الضرر الذي لحقهم بسبب المقلع، وأن يتم استثمار ثروة المنطقة الطبيعية والبشرية لما يخدم الصالح العام ودون أن يضر بالبيئة وبصحتهم، فوجئوا بلامبالاة جهات مسؤولة فضلت عدم إنصاف السكان، الذين، يضيف المصدر الحقوقي، يعتبرون أنفسهم «مهضومي» الحقوق، خاصة بسبب أوضاعهم الصحية التي أصبح الخطر يتهددها. وحاولت «المساء» الاتصال بأحد مسؤولي الجماعة التي يوجد بها المقلع غير أنه تعذر عليها ذلك.