تم العثور على هيكل عظمي لرجل مدفون من طرف عناصر الشرطة العلمية صباح أمس الأحد في السادسة صباحا بعد إخماد الحريق المهول الذي شب بالمنطقة الرطبة بضواحي شركة «سامير» بالمحمدية. وقد عاد شبح الخوف ليرخي ظلاله على ساكنة مدينة المحمدية أول أمس السبت، بعد أن شب حريق مهول بالمنطقة «الرطبة» بالمدينة، أتى على حوالي أربعة هكتارات من الأعشاب، وزادت الرياح التي عرفتها المدينة من امتداد الحرائق التي دامت ثلاث ساعات، ما بين السادسة والنصف والتاسعة والنصف من مساء السبت. وامتلأ الشارع الرئيسي خلف مقر العمالة وملعب البشير بالسيارات والراجلين الذين هرعوا لمشاهدة النيران التي كانت تلتهم الأعشاب وتسري في اتجاه شركة «سامير»، علما بأن المنطقة «الرطبة» بالمدينة لم تعد تحمل من الرطوبة سوى الاسم، بسبب جفافها وتعفنها. وتجندت السلطات المحلية والإقليمية، تحت الإشراف الشخصي لعزيز دادس، عامل عمالة المحمدية، الذي ظل في المنطقة إلى حين إخماد كل النيران التي كانت مشتعلة على بعد حوالي 300 متر عن شركة «سامير» لتكرير البترول، وفوق الأراضي التي توجد في باطنها قنوات تمرير البترول. وبينما حلت عناصر الوقاية المدنية بالعمالة، فور اندلاع الحرائق، مدعمة بعناصر من جهة الدارالبيضاء الكبرى، ومجهزة بست شاحنات ذات صهاريج مائية، وأربع سيارت ذات دفع رباعي، فإن شركة «سامير»، المعني الأول بخطر الحرائق، لم ترسل شاحنة الطوارئ إلا بعد مرور حوالي ساعتين على اندلاع الحرائق، رغم أن الرياح القوية كادت تحمل بعض الأعشاب المشتعلة والجمر في اتجاه الشركة التي باتت تشكل مصدر هلع لدى الساكنة، بسبب الحرائق والأدخنة وأصوات محركاتها. كما تجندت عناصر الأمن الوطني والقوات المساعدة من أجل إخماد الحرائق المشتعلة. ويفترض أن تكون قد بدأت الشرطة العلمية، يوم أمس الأحد، في التحقيق من أجل معرفة مسببات تلك الحرائق، علما بأن مصادر أكدت ل«المساء» أن أول حريق تمت مشاهدته شب خلف سياج نادي التنس، والذي امتد خلف الكولف الملكي، وانتقل إلى المساحة المحاذية لشركة «سامير». وذكرت مصادرنا أنه يحتمل أن يكون وراء اندلاع الحريق عقب سيجارة مشتعل تم الرمي به دون انتباه إلى الخطر الذي يمكن أن يشكله، علما بأن تلك المنطقة المنعزلة وغير المسجية تعرف انزواء العديد من المشردين والمنحرفين بها.