أكد مصدر مقرب من فريق الفتح الرياضي أن تكلفة المشاركة في بطولة كأس الكنفدرالية الإفريقية، والتي بلغت حتى اللحظة 280 مليون سنتيم، هي السبب المباشر في الأزمة المالية التي يعاني منها النادي، والتي دعته إلى تأجيل مَنح لاعبيه مستحقاتهم المالية الخاصة بالدفعة الثانية من منحة التوقيع وكذا منح بعض المباريات. وأضاف المصدر أن المكتب المسير يسارع الخطى لتأمين المبالغ الخاصة بالمستحقات المذكورة، من خلال سلك بعض الطرق الخاصة بطلب تسبيق من المكتب المديري الذي يعد الوصي الأول على مالية النادي، وذلك من منطق تشاركي يجعل المداخيل مقتسمة بين جميع الفروع بغض النظر على فاعليتها وحجم النتائج التي تحققها وكذا تأثيرها في الوسط الرياضي والإعلامي الوطني والخارجي، لكن جميع المعطيات المتوفرة إلى حدود اللحظة تشير إلى أن المكتب المديري قد لا يساير تطلعات فرع كرة القدم، ما قد يضطر الأخير إلى طرق أبواب أخرى، قد تكون طلب قرض من أحد البنوك الصديقة، والتي سبق لها أن قدمت خدمات مشابهة للفريق في وقت سابق. وحسب المصدر ذاته فسبب العجز الذي حققه الفريق يعود إلى تأخر الجامعة في تعيين الفريق الذي كان سيرافق فريق الجيش الملكي في جولة كأس الاتحاد الإفريقي، حيث كانت الترشيحات منقسمة بين فريق الوداد البيضاوي الذي احتل ساعتها المرتبة الرابعة وبين الفتح كمتأهل لنهاية كأس العرش، وهو الأمر الذي حال دون وضع مخطط مالي للبطولة الإفريقية، وتم الاكتفاء برصد ميزانية خاصة بكأس العرش وبطولة الدوري. واعتبارا إلى أن المشاركة الإفريقية لم تكن في الحسبان فقد تم تحويل الخانة المخصصة لسداد الجزء الثاني من منحة التوقيع إلى خانة أخرى خاصة بمصاريف المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي. علما أن ميزانية الفريق تسير بكيفية أقرب إلى طرق تدبير الشركات والمقاولات منه إلى الفرق الرياضية، ذلك أن ميزانية التعاقدات، مثلا، تحدد سلفا قبل التعرف على متطلبات النادي، وقبل التعرف على قيمة اللاعبين المطلوبين بسوق الانتقالات، ولا يتم بذلك الالتفات أبدا إلى الإكراهات والمستجدات التي تفرضها الساحة. وهذا كله يصب في دائرة التعقيدات الإدارية التي تنظف وتنظم الأسس التدبيرية للنادي، لكنها تغرقه في سلسلة من المساطر التي تحول دون التدخل الفوري لحل بعض المشاكل التي تفرزها الساحة بين الفينة والأخرى. للإشارة ففريق الفتح يحمل الرقم القياسي في عدد المباريات التي خاضها هذا الموسم والتي بلغت 37 مباراة، دون احتساب دور ربع ونصف نهاية كأس العرش للموسم الماضي.