توصل الدكتور فهد بنسليمان، أخصائي في جراحة التجميل، إلى ابتكار تقنية جديدة في جراحة الوجه وإعادة الشباب للنظرة، وذلك من خلال حقن الخلايا الجذعية حول محيط العين وفي أماكن الوجه التي تهدلت بفعل التقدم في السن. ويعتبر هذا الإنجاز ابتكارا كبيرا في مجال الجراحة التجميلية للوجه. - نود في البداية أن تحدثنا عن مسار الدكتور فهد بنسليمان وأهم محطاته العلمية؟ بعد تكوين بالمغرب وبالخارج وتحديدا بكل من فرنسا، البرازيل، وشيكاغو، قررت الاستقرار بمدينة الدارالبيضاء، حيث أنشأت مصحة خاصة، موجهة حصريا لفنون الجراحة التجميلية والتجميل. ورغم انشغالي المتواصل بتطوير أسلوبي وتقنياتي بالجراحة التجميلية، لم أتوقف عن المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية، وزيارة أهم مراكز جراحة التجميل في مختلف دول العالم، وقد مكنتني هذه المسيرة الطويلة من اكتساب خبرة واسعة في مجال تخصصي، وأيضا في تطوير صيغ ومناهج جديدة في جراحة التجميل. كما أن نتائج أبحاثي عرفت إجماعا عالميا من قبل نظرائي الأعضاء النشيطين في الجمعية الدولية للجراحة التجميلية والتجميل. - على ماذا تعتمد تقنية تشبيب النظر التي ابتكرتها في إعادة الشباب للنظرة؟ لابد من الإشارة إلى أن تقنية زرع الدهون ظهرت سنة 1893، غير أن نتائجها لم تكن مرضية بسبب سرعة تلاشيها بعد 6 أشهر من عملية زرعها. وفي مطلع التسعينيات من القرن الماضي اكتشف الدكتور سيدني كوليمان، أخصائي في الجراحة التجميلية بنيويورك، تقنية إعادة هيكلة الخلايا الجذعية، التي يمكن معها تثبيت الدهون في الجسم. ووفقت في التعامل معه شخصيا، غير أنني لم أوفق في كيفية تثبيت الدهون، إلى أن تمكنت في سنة 2001 من اكتشاف تقنية استخراج الدهون من الجسم وزراعتها سواء، في المؤخرة أو منطقة الفخذين أو الساقين أو في الوجه. ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من حصة واحدة لزرع الدهون وتثبيتها بشكل نهائي وأبدي. - أين يكمن جوهر الاختلاف بينك وبين باقي الجراحين التجميليين ؟ أغلب جراحي التجميل يلجؤون إلى إزالة الجيوب والزوائد سواء تلك التي تظهر تحت أو فوق العين، كحل لإزالة أثر التقدم في السن إلا أن النتيجة لا تكون مرضية. أما التقنية خاصتي فتعتمد على ما يلي: ذوبان الدهون يؤدي إلى اتساع الإطار المحيط بالعين، فيصبح الظل كبيرا يفقد معه الوجه تلك النورانية بفعل الضوء الذي بدل أن ينعكس على الوجه يمتصه الإطار المحيط بالعين، والخلاصة انه كلما تقدمنا في السن كلما أصبح الحاجب مشدودا إلى الأعلى، لذلك فعندما يتم حقن محيط العين بالدهون الغنية بالخلايا الجذعية البالغة، يتقلص محيط العين ويصبح عاكسا للضوء فتصبح النظرة جميلة وشبابية ونضرة. وكل سيدة تريد الاستفادة من هذه التقنية أطالبها بإحضار صورة لها في أوج شبابها ونضارتها حتى تقف على أنه في شبابها يكون الوجه ممتلئا عند منطقة الخدود، وهو ما يغطي نتوء الجيوب أسفل العين، ومع التقدم في السن، تفرغ منطقة الخدود وتذوب فتبرز الجيوب، لذلك أقوم بملء المنطقة عند الخدود مباشرة تحت الجيوب، حتى أعيد تلك النظرة الشابة، والنتيجة طبيعية دون تشويه. - ما هي الاحتياطات التي يجب على الراغبين في الاستفادة من مثل هذه العمليات اتخاذها؟ على الطبيب الذي يقوم بعملية زرع الدهون حول محيط العين أن يكون متمرسا ودقيقا، لأن العين عضو حساس، وإذا لم تتم العملية بدقة متناهية، فيمكن أن يتسبب ذلك في فقدان كلي للبصر، وأنصح الراغبين في الاستفادة من مثل هذه العمليات، أن يتوخوا الحذر ولا يقصدون إلا الأطباء الأكفاء. - كيف تقيم إقبال المغربيات على عمليات التجميل؟ هناك إقبال كبير من طرف المرأة المغربية على عمليات التجميل ونسبتهن كبيرة جدا مقارنة مع الرجال، وغالبيتهن يجرين عمليات التجميل في سرية تامة ووسط تكتم شديد.