قال والد أنس لخنيشي، الطالب في المعهد الوطني للبريد والمواصلات الذي اختفى منذ عشرين يوما، إنه يرجح أن يكون اختفاء ابنه راجعا إلى عملية اختطاف له، وأشار في حديث ل«المساء» إلى أن والدته تلقت منه آخر مكالمة هاتفية يوم 17 ماي الماضي أخبرها فيها بأنه سيتوجه إلى مدينة الجديدة في اليوم التالي لإجراء تدريب لمدة ثلاثة أسابيع بعد انتهاء الموسم الدراسي في المكتب الشريف للفوسفاط لفائدة المعهد الوطني للبريد، كما اتصل بخاله في الجديدة ليخبره بأنه قادم عنده، وفي اليوم التالي ترك رسالة مكتوبة لزميله في الغرفة التي يقاسمه إياها بداخلية المعهد يخبره بأنه لن يتناول طعام الغذاء معه ذلك اليوم، وبعد ذلك اختفى بشكل نهائي. وأضاف والد المختفي، علال لخنيشي في لقاء مع»المساء»، أنه ظل يتصل بهاتف ابنه، البالغ من العمر21 سنة، طيلة الأحد 18 ماي والاثنين 19 منه وكان الهاتف يرن دون أن يرد أحد، وبعد ذلك أصبحت العلبة الصوتية هي التي تخاطبه. وقال لخنيشي إنه زار مستودعات الأموات بالرباط وسلا ومستشفى ابن سينا ومستشفى الاختصاصات دون أن يهتدي إلى أثر لابنه، كما قام خاله بنيحيى حميد بنفس الأمر في الدارالبيضاءوالجديدة دون نتيجة، كما راسل الوكيل العام للملك باستئنافية الرباط ووزارة العدل لطلب إجراء بحث عن مكان تواجد ابنه المختفي، واتصل بجمعيات حقوقية مثل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمركز المغربي لحقوق الإنسان التي أصدرت بيانات تتعلق بحالتي اختفاء، الأولى لأنس لخنيشي المنحدر من العرائش، والثانية لنور الدين بنصالح من تطوان. ونفى والد لخنيشي أن يكون ابنه مصابا بأي مرض نفسي أو يعاني من مشاكل عائلية تضطره للاختفاء الإرادي، وقال إنه شخص عادي ومواظب على دراسته ولم يسبق له أن كان منتميا إلى تيار سياسي معين. وعلمت»المساء» أن طلبة المعهد الوطني للبريد والمواصلات شكلوا لجينة للبحث عن زميلهم، قامت بتوزيع ملصقات وإعلانات في محور الرباطالجديدة تدعو أي شخص تعرف على صورة أنس إلى الاتصال برقمين هاتفيين مثبتين بالإعلان. وقال خالد أخياط، ممثل طلبة المعهد، في اتصال مع «المساء» إن أنس لخنيشي معروف بأنه ليست له أي خلفية سياسية، وإنه شخص انطوائي، وحول احتمال أن يكون الأمر متعلقا بحادثة اختطاف قال أخياط: «لا نعرف بالتحديد هذه القضية، لكن سواء كان الأمر يتعلق باختطاف أو كان يتعلق باختفاء فإن السلطات في جميع الحالات تتحمل المسؤولية، وإذا كان الأمر يتعلق باختطاف فنحن نطالب بالإعلان عن مكان تواجده وتقديمه للمحاكمة إذا كان متهما بأمور محددة»، مضيفا أن اختفاء لخنيشي وعدم وجود أي أثر له بعد عشرين يوما «يطرح عدة علامات استفهام».