خلُص بيان نقابي في إقليمالسمارة إلى المطالبة بإعفاء مدير المستشفى الإقليمي الوحيد من مسؤوليته وإعفاء الحارسين العامين من مهامهما، وتطبيق مقتضيات المرسوم الوزاري الخاص بالحراسة الإلزامية والمداومة، وصرف جميع التعويضات والمستحقات الخاصة بالموظفين، وتوفير ظروف عمل تليق بالعاملين في القطاع الصحي. ويأتي هذا البيان شديدُ اللهجة بعد لقاء عقدته الجامعة الوطنية لقطاع الصحة في السمارة، بداية الأسبوع الجاري، حول وضعية العاملين في قطاع الصحة في الإقليم، حيث اتهم بيان النقابة، بشكل صريح، إدارة المستشفى ومندوبية الصحة بغياب النية الحسنة لديهما لإيجاد حلول للقضايا الخلافية. غير أن مدير المستشفى، البلغيثي، قال في اتصال ب«المساء» إنه يستغرب كيف تلجأ هذه النقابة إلى إصدار بيان دون أن تطلب أي لقاء مع إدارة المستشفى، واعتبر أن المطالب التي يتضمنها البيان «غير واقعية»، موضحا أن عددا من الموظفين استفادوا من التعويضات عن الحراسة الإلزامية. وقال البلغيثي إن تأخير صرف تعويضات البعض ناتج عن سلسلة من الإجراءات الإدارية التي لا تتحكم فيها إدارة المستشفى، ومؤكدا أن المستشفى يتوفر على إمكانيات وظروف الاشتغال الأساسية ولا ينقصه سوى عدد من الأطباء الاختصاصيين. واعتبر المتحدث أن البيان يدخل في سياق تصفية الحسابات الشخصية ويتجاهل المجهودات التي قامت بها الإدارة لتحسين خدمات المستشفى، منذ أن تم تعيينه مديرا، قبل ثمانية أشهر. وحول ما أثاره البيان، بخصوص حرمان الممرضين المكلَّفين بنقل المرضى إلى مدينة العيون من حقهم في التعويض، وتعريض العاملين للإرهاق والمرضى للخطر، من خلال تكليف ممرض واحد بالإشراف على أربعة أقسام في آن واحد، أوضح المسؤول المذكور أن الأطر المستفيدين من قانون صرف التعويضات لا يدخل ضمنهم هؤلاء الممرضون، وقال إن هؤلاء يستفيدون من التعويضات عن طريق فصل «التنقل خارج الإقليم». أما بخصوص تكليف ممرض واحد بحراسة أربعة أقسام، فقد نفى المسؤول ذلك وقال إن المستشفى لا يتوفر الآن إلا على قسمين ولا يتجاوز متوسط عدد المرضى في الليلة الواحدة أربعة أشخاص. وعن تردي مستوى الوجبات الغذائية، كمّا وكيفا، والحالة الميكانيكية المهترئة لسيارات الإسعاف، وعدم توفرها على الحد الأدنى من وسائل العمل وشروط السلامة، قال المصدر إن الإدارة ستعمل عما قريب على التعاقد مع شركة جديدة لتحسين مستوى الوجبات، وأكد في الوقت ذاته أن المستشفى يتوفر على أربع سيارات إسعاف في حالة جيدة. وعلى صعيد آخر، كشف البيان المذكور عن الخطر الذي يتهدد المستشفى والعاملين فيه وكذا المواطنين الذين يتوافدون عليه، والمتمثل في إمكانية حدوث انفجار في أي وقت، وذلك بالنظر إلى تواجد جهاز التعقيم الخاص بالمركب الجراحي بالقرب من قنينات غاز الأوكسجين، إلا أن مدير المستشفى نفى ذاك وقال إن هذا الأمر مبالغ فيه. وقد حاولت «المساء» أخذ رأي مندوب وزارة الصحة في إقليمالسمارة، عبر اتصال هاتفي، غير أنه طالب بأن تقوم «المساء» بزيارته في المكتب، رافضا الإدلاء بأي تعليق، ومعتبرا في الوقت ذاته أن النقابات يجب أن تلجأ إلى الحوار المباشر لا أن تستعين بالصحافة الوطنية، لتبليغ مواقفها.