علمت «المساء» بأن قوات الشرطة الوطنية الإسبانية ألقت القبض على 75 شخصا ببلدة روكيتاس ديل مار بإقليم «ألميرية»، من بينهم فتيات مغربيات وأخريات من جنسيات نيجيرية وغينية وسودانية، وذلك في إطار عملية أمنية لتفكيك شبكة للدعارة والاستغلال الجنسي للنساء الإفريقيات وتزوير الوثائق، وفق بلاغ للشرطة الوطنية الإسبانية. وتمت عملية تفكيك شبكات الدعارة في بعض النوادي والشقق بتنسيق مع وحدات الأجانب والتوثيق في كل من مدريد وفلنسية وألميرية، مع الوحدة المركزية لشبكات الهجرة. وخلال التدخل، قامت قوات الأمن بتفتيش 8 شقق معدة للدعارة غير القانونية ومحلات خاصة، و7 مراكز للدعارة بألميرية. ووفق المعطيات الأولية، فإن الأمر يتعلق بشبكة نيجيرية تستقدم الفتيات مقابل وعود بالتشغيل، ثم تجبرهن على ممارسة الدعارة تحت طائلة شتى أنواع التهديد بما فيها تهديدهن بالسحر الأسود. ووفق الشرطة، فإن طريقة اشتغال العصابة وتنسيق العصابة مع سماسرة من المغرب أو من دول إفريقية لا تدع مجالا للشك في كون الأمر يتعلق ب»مجموعة منظمة بشكل جيد». وصادرت الشرطة الإسبانية خلال مداهماتها للأماكن والشقق التي اشتغلت بها العصابة 8 جوازات سفر مزورة، ومعطيات معلوماتية، ومتعلقات ومواد تستخدم في الشعوذة والسحر الأسود. ويقدر عدد المهاجرات الأجنبيات المجبرات على ممارسة الدعارة في إسبانيا بنحو 40 ألف مهاجرة، تم تحديد 18 ألفا منهن حتى الآن، أغلبهن مغربيات ورومانيات ولاتينيات، طبقا لتقرير صدر هذا الأسبوع عن «اتحاد المرأة التقدمية». وحملت الظاهرة المتزايدة حكومة مدريد على صياغة قانون ينص على مصادرة ممتلكات وأموال العصابات التي تتاجر بالبشر لأغراض الجنس. واعتمدت الحكومة الاشتراكية، برئاسة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، «الخطة الشاملة ضد الاتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسي» التي تتضمن 61 مادة لمكافحة هذه الممارسة الإجرامية من خلال التوعية الاجتماعية، والتشجيع على عدم التساهل معها على الإطلاق، ومكافحة مسبباتها بسياسات تعاون مع دول المنشأ والعبور والاستقبال، وإشراك المنظمات غير الحكومية في الأنشطة ذات الصلة. وتتضمن الخطة تعديل القوانين ومواد قانون العقوبات، للسماح للسلطات بمصادرة ممتلكات وأموال منظمي هذه التجارة الإجرامية والمشرفين عليها وأصحاب الأماكن التي تمارس فيها، وبيع هذه الممتلكات فور إدانة المحاكم لمرتكبيها، وتخصيص العائد لمكافحة هذه الجرائم. وقررت الحكومة الإسبانية تخصيص 44 مليون أورو لتمويل الخطة اعتبارا من الأول من شهر يناير المقبل ولمدة ثلاث سنوات، تضاف إليها عائدات بيع ممتلكات الأفراد والعصابات الممارسة لتجارة الجنس. وكانت «المساء» قد نشرت، مؤخرا، تقارير إسبانية وأوربية داخلية عن تحول المغرب لمصدر أساسي لتجارة النساء ومعبر مهم لهذه الشبكات الدولية التي تتاجر في سوق البغاء المغربي، كما أوردت التحاقه بقائمة البلدان المستوردة لشابات مغربيات من أجل العمل في سوق الدعارة انطلاقا من مدينتي سبتة ومليلية. واختارت بعض المغربيات بسبب الأزمة الاقتصادية الإسبانية الحالية العمل داخل «بورديلات» خاصة بالدعارة أو بما يطلق عليه «نوادي الأزواج الليبراليين»، وهي النوادي التي تتم فيها ممارسة الجنس الثلاثي أو تبادل الأزواج، حيث يصبحن عرضة للمتاجرة بأجسادهن في سوق النخاسة أو في المراقص الليلية بعد ترويضهن وتعليمهن بعض الكلمات والمفردات الإسبانية الساخنة. وأبرزت التقارير الأخيرة التي تمكنت «المساء» من الاطلاع عليها خريطة الاتجار في النساء المغربيات في إسبانيا، حيث ذكرت بعض التقارير المنجزة وجود عمليات كبيرة ومتقنة يقوم بها أفراد ينتمون إلى شبكات مافيوية إسبانية وروسية لجلب الفتيات والنساء المغربيات لاستغلالهن في الدعارة بالساحل الأندلسي الإسباني، ككوستا ديل صول، ومالقة، وماربيا، فيما يتخصص الآخرون في تصديرهن إلى العاصمة الإسبانية مدريد وبرشلونة ومورسية. وأضافت التقارير أن العديد من النساء القادمات من داخل المدن المغربية، واللواتي يعبرن مدينتي سبتة ومليلية بطريقة سرية بمساعدة مهربين مختصين، يجبرن في الكثير من الحالات على العمل في الدعارة لأداء مستحقات شبكات التهريب. وأشارت التقارير ذاتها إلى ارتفاع عدد الشابات المهاجرات المغربيات غير الشرعيات أكثر من الرجال، علما، تقول التقارير، بأنهن لا يتقنّ اللغة الإسبانية بتاتا، الأمر الذي تم تفسيره من طرف المصالح الأمنية الإسبانية بأنهن من اللواتي أبدين رغبتهن في ممارسة الدعارة كسبيل للهروب من جحيم الفقر وتحسين ظروف عيشهن بعدما يتم إقناعهن داخل المغرب من طرف مندوبي مافيات الدعارة المنظمة وتجار الرقيق الأبيض بأن العيش الرغيد ينتظرهن داخل إسبانيا، حيث يبدؤون تعاملهم مع ضحاياهم من النساء بتمكينهن من مغادرة المغرب بطريقة سرية عبر المعبر الحدودي باب سبتة، أو بعقود عمل إسبانية مغرية في مهن شريفة كمربيات بيوت أو نادلات أو عاملات بمحلات الحلاقة، إلا أنه بمجرد ما تطأ أقدامهن التراب الإسباني يجدن أنفسهن «معتقلات» داخل «بورديلات» خاصة بالدعارة.