الموضة المتبعة الآن في احتفالات الوداديين بلقب البطولة الوطنية، هي تقديم القرابين من خلال حملة للإجهاز على احتياطي المغرب من المواشي. في أحياء وأزقة الدارالبيضاء والمحمدية وما جاورهما سيول من الدم، بسبب إقبال الوداديين على نحر الأكباش وتقديمها قربانا للقب عسير. سجلت أسعار، المواشي في الآونة الأخيرة ارتفاعا ملموسا ناتجا عن ظفر الوداد باللقب، وهي المرة الأولى التي تزدهر فيها أسواق بيع الأغنام، خارج فترة عيد الأضحى. لا يتعلق الأمر بسنة مؤكدة، بل بسنة مسجلة في تاريخ الوداد، ولا يتعلق أيضا بمجرد نزوة عابرة، بل ببدعة غابرة، تجعل الدم في خدمة الكرة. عادة، حين يفوز فريق بلقب البطولة، فإن الإقبال على أقمصة وشعارات الفريق البطل يزدهر، لكن ما عشناه في الأسبوع الماضي، جاء عكس كل التوقعات، فلم يتخلص باعة الأمتعة الرياضية من حالة الكساد، لكن بالمقابل نشطت الحرف الموازية للنحر، كشحذ السكاكين، واستنفار الجزارين وبيع لوازم المشوي من توابل وفحم حجري وكل حاجيات الذبح. يتنافس الوداديون فيما بينهم على تقديم القرابين، البسطاء يكتفون بذبح الطيور والميسورون ينحرون الأكباش والأبقار والجمال، ولأن الغاية تبرر الوسيلة فإن أعراس الوداد الدامية، تبيح لنشطاء حزب الحمر، حق نصب خيام الفرح والتغني بقوافي الفريق البطل دون الحاجة إلى ترخيص من المقدم أو القائد، فلقب البطولة شأن عام. هناك طبعا من يستغل الوضع الاحتفالي، في جمع المال ومراكمة اللعنات، حيث يقوم بعض الشبان بممارسة عمليات اكتتاب وهمية ظاهرها حب الفريق والرغبة في اقتناء كبش، وباطنها النصب والاحتيال، فتقديم القرابين للوداد كالحج، فقط لمن استطاع إليه سبيلا. في مثل هذه المواقف، تنشط المبادرات التضامنية، فكثير من الوداديين سلموا الأضاحي إلى دور الأيتام والعجزة أو أطفال الشوارع، وقدموا الدليل الملموس على أن المشجع المتطرف يملك في قلبه مساحة عطف وتآزر. ومن الطرائف التي ارتبطت بأعراس الدم، إصرار مناصر ودادي على شراء خروف من سوق مديونة، وحين اتفق مع كساب على السعر، اكتشف أن حافظة نقوده قد اختفت، وأنه تعرض لسرقة مع سبق الإصرار والترصد، ضرب الرجل كفا بكف وتوجه إلى أقرب مخفر ليقدم شكاية ضد رجاوي على حد زعمه. وفي عين السبع تحركت الدولة لوقف التهافت على الذبائح، وطالبت بعرضها على المصالح البيطرية، ضمانا لسلامة المستهلكين، قبل أن يصطدم الجميع بإشكالية انتماء البيطري إلى الفصيل المناوئ، الذي دعا إلى مصادرة الذبائح لأنها سرية، مع تشميع القلوب. أغلب القرابين التي قدمت للقب البطولة الذي حققه الوداد، مجرد مبادرات فردية، لكن هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟. حسب ركن المفتي، فإنه يجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر، لكن حذاري من الاشتراك في الأضحية إذا كانت من المسيرين.