لم تتمكن الطالبة المغربية عائشة زيان، 20 سنة، من السفر إلى إنجلترا لتمثيل المغرب في إحدى أكبر المسابقات العالمية في فن الخطابة، بعد أن تأخر استخراج جواز سفرها لتحرم من المشاركة في المسابقة السنوية الشهيرة التي ستنطلق هذا الأسبوع في لندن. وتسببت المدة الزمنية الجديدة التي يستغرقها الحصول على جواز السفر البيومتري من دار السكة والمساطر الإدارية الأمنية المعقدة في تبخر حلم الطالبة المغربية في المشاركة في إحدى أشهر المسابقات العالمية في الخطابة باللغة الإنجليزية والتي تشارك فيها مئات الدول كل عام. ولم تخف الشابة المغربية إحساسها بخيبة الأمل بعد أن كانت تمني نفسها بالسفر إلى إنجلترا وتحقيق حلم أستاذها سعيد زيدون الذي قدم لها المساعدة أثناء التصفيات وساعدها للحصول على الوثائق الإدارية الضرورية للمشاركة في المسابقة. ونجحت عائشة زيان، التي تدرس في السنة الثانية لغة إنجليزية بكلية ابن مسيك للآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، في التأهل إلى المسابقة النهائية على الصعيد الوطني بعد أن تغلبت على منافسيها في سطات قبل أشهر، لتسافر في أبريل الماضي إلى مدينة مكناس بحثا عن تمثيل المغرب في المسابقة. «كان الجميع يرشح طلبة جامعة الأخوين بإيفران للفوز وتمثيل المغرب، لكنني لم أكن أكترث لذلك وحاولت أن أنقح خطابي وأضيف إليه صيغا جديدة من أجل الفوز» تصرح زيان ل«المساء». وبدون ميكروفون وأمام جمهور غصت به قاعة المؤتمرات، تحدثت عائشة بلغة إنجليزية سليمة وبطلاقة عن المجاعة في العالم، لتثير إعجاب لجنة التحكيم الأمريكية الذين لم يتخيلوا أن يشاهدوا طالبة مغربية تتحدث لغتهم بتلك العفوية ودون ارتكاب أية أخطاء لغوية. وعن مشاعرها وهي تنتظر النتيجة النهائية ولمن سيكون الفوز، تتذكر عائشة تلك اللحظة قائلة: «آمنت بكل فكرة قلتها في خطابي لأنني سهرت على إعداده قبل أيام، وهذا ما عزز ثقتي بنفسي، وأحسست بفرحة عظيمة عندما نطقت لجنة التحكيم باسمي كفائزة ضمن ثلاثين مشاركا». وتحاول عائشة زيان نسيان ما حصل لها، محاولة التركيز على التحضير للامتحانات التي ستبدأ بعد أسبوع: «كنت خائفة في البداية من أن تحرمني السحابة البركانية الإيسلندية من السفر، لكنني لم أتوقع ألا أحصل على جواز سفري في الوقت المناسب. سأطوي هذه الصفحة الحزينة لأركز على مستقبلي الدراسي في الجامعة».