بعد قيام السلطات الأمنية الإيطالية بإبعاد طالبين مغربيين أواخر الشهر الماضي، على خلفية اتهامهما بسلسلة من التهم شملت ربط علاقات مع شبكات الإرهاب الدولية والاتصال بتنظيم «القاعدة»، وعدم الاندماج في المجتمع الإيطالي، تفتقت عبقرية مجلة «بانوراما» الأسبوعية والمملوكة لعائلة الرئيس الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني عن تهمة جديدة، وهي أن الطالبين المغربيين كانا بصدد الإعداد اغتيال بابا الفاتيكان، بندكتس السادس عشر، فيما لم يصدر عن الفاتيكان أي تعليق رسمي على الخبر حتى هذه اللحظة. وكانت التقارير الصحافية، التي أوردتها وسائل إعلام إيطالية، قد ذكرت أن كلا من محمد هلال (27 عاماً)، وأحمد الرحموني (22 عاماً)، «وضعا مخططاً لاغتيال البابا»، وتم ترحيلهما في 29 أبريل الماضي، «لما يشكلانه من تهديد على أمن الدولة». ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، عن العدد الذي صدر أمس الجمعة من مجلة «بانوراما» الأسبوعية، أن «المحققين استطاعوا أن يستنتجوا أن الاثنين كانا ينويان التآمر لاغتيال البابا، من خلال المكالمات الهاتفية»، مشيرةً إلى أن هلال أبدى رغبته «في الحصول على متفجرات». كما جاء في قرار الإبعاد الخاص بهلال، والذي وقعه وزير الداخلية روبرتو ماروني، أنه «تمنى موت رأس الفاتيكان، مؤكداً استعداده لقتله، في سبيل الفوز بمكانه في الجنة»، مشيراً إلى أن المغربيين المبعدين كانا يدرسان اللغة الإيطالية في جامعة «بيروجا» للأجانب، وكان هلال مسجلاً في كلية الاتصالات الدولية، فيما كان الرحموني يدرس في كلية الرياضيات والفيزياء في نفس المدينة. من جانب آخر، أعلن متحدث باسم الهيئة الأوربية للتعاون القضائي «يوروجست» أن تحريات قضائية حول تمويل «شبكة إرهابية ذات روابط إسلامية»، أفضت إلى اعتقال خمسة مشتبه فيهم في كل من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا، إلا أنه لم يُفصَح عن هوية المعتقلين أو جنسياتهم. ونقلت الوكالة الإيطالية عن المتحدث الأوربي تأكيده اعتقال اثنين في إيطاليا، مشيراً إلى أنهما كانا يعيشان في كل من ميلانو وروما، وذلك كجزء من التحقيقات التي قامت بها الشرطة الإيطالية منذ عام 2007، بالإضافة إلى اعتقال شخصين آخرين في بريطانيا، وشخص خامس في فرنسا. وأشار المتحدث القضائي الأوربي إلى أن «أعضاء الشبكة يشتبه في تسهيلهم دخول مواطنين أفغان وباكستانيين يحملون وثائق هوية مزورة إلى إيطاليا، عبر إيران وتركيا واليونان، ثم نقلهم من إيطاليا إلى كل من ألمانيا والسويد وبلجيكا وبريطانيا والنرويج»، وفق ما نقلته الوكالة الإيطالية. جدير بالذكر أن الرحموني، المرحَّل إلى المغرب، كان قد أدلى بتصريحات لجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية أكد فيها براءته من التهم الموجهة إليه من قِبَل السلطات الإيطالية، مشيرا إلى عدم تقديم أي دليل مادي على هذه الاتهامات حتى الآن. وقال الرحموني إنه تعرض لظلم وحيف من قبل السلطات الإيطالية، في إشارة إلى انقطاعه عن دراسته ومصادرة بعض أغراضه، منها حاسوبه الشخصي.