لا يقتصر التحفيز المالي على لاعبي الفريق، ولا يكتفي المسؤولون بتخصيص مكافآت مالية استثنائية لحارس مرمى أو هداف أو عنصر مؤثر قادر على قيادة فريقه نحو الانتصارات، بل تعداه إلى تحفيز فرق أخرى غير معنية بصراع البطولة. خصص مسؤول ودادي منحة مالية دسمة لفريق أولمبيك خريبكة من أجل هزم الرجاء البيضاوي، وإزاحته من مقعد القيادة. وقبل هذا التاريخ خصص محب ودادي منحة استثنائية لاتحاد الخميسات من أجل مواجهة شرسة للرجاء، رغم أن وضعية الفريق الزموري تحتم عليه تفادي الخسارة بالدار البيضاء. رئيس الوداد نفى تخصيص المكتب المسير للوداد منحا تحفيزية لخصوم الرجاء، والعضو الناصري يعلن عن منحة مالية تقدر ب10 آلاف درهم لكل لاعب خريبكي لهزم الرجاء. أما الرجاويون فيعولون على أبنائهم لهزم الوداد، يذكرونهم بالانتماء للأخضر ويدعونهم للقتال ضد خصم عنيد. قبل مواجهة الوداد للمغرب التطواني لم تنقطع الاتصالات بين أعضاء رجاويين ومدرب الفريق التطواني امحمد فاخر، ابن الرجاء، أو مع العمراني والرباطي من أجل التصدي لوداد كان خارجا للتو من معركة ديربي، أما اللاعبون الوداديون في صفوف المغرب التطواني فتلقوا تطمينات بنيل متأخرات مالية عالقة. دعا العديد من محبي الرجاء مدرب الكوكب فتحي جمال لاستحضار أيام الجد والنشاط التي قضاها في حضن الخضراء، والعمل على هزم الوداد، لضرب سرب عصافير بحجر واحد، وبالتالي تقديم هدية لن تنسى لأشقائه من الرضاعة، لكن جرت الرياح في مركب محمد الخامس بما لا يشتهيه الرجاويون والمراكشيون أيضا. هناك جدل حول شرعية التحفيز المالي لخصوم فرق أخرى، وتعدد في المواقف، بين مؤيد ومعارض للقضية، رغم أن دولا أوربية تبيح هذا النوع من «التهييج الكروي». يقول عضو جامعي اختار المغادرة الطوعية، إن تخصيص مكافأة مالية للاعب من أجل هزم فريق منافس، أمر مقبول إذا كانت الجهة المحفزة هي إدارة النادي وليس كيانا آخر. لكن التحفيز الآن أخذ منحى آخر، وتحول إلى ما يشبه تحريض شخص على هزم شخص آخر في معركة، ومده بالهراوات وما يحتاجه من دعم في نزاع يفترض ألا يتجاوز حدود الكرة. التحفيز «فيه وفيه»، يبدأ بملايين الدراهم، عندما يتعلق الأمر بالفرق التي تسمى تجاوزا أندية النخبة، وينتهي بقنينات «الزيت البلدية» كما هو حال فريق من أندية الهواة ينتمي لمنطقة تملك احتياطيا هاما من «زيت العود»، أو منافسه الذي يصارع من أجل الصعود ويفضل أن تكون عملته التحفيزية هي «زيت أركان» بحكم تواجده في منطقة سوس. والتحفيز المالي، الذي لا يظهر له أثر إلا في الدورات الأخيرة من البطولة، لا يقتصر على اللاعبين بل يمتد إلى المدربين والحكام والصحافيين والمتفرجين، فكل يحفز على هواه، المدرب يهيج لاعبيه ضد الخصم فيحولهم إلى ثيران هائجة، والحكم ينفخ في صفارة مبللة بالوعود، والصحافيون ينخرطون في التحفيز بأقلام مدنسة في حبر الرذيلة، والجماهير بحناجرها وذلك أضعف الإيمان. في ظل هذا الجدل، تفضل جامعة كرة القدم الصمت، ليس لأنه حكمة، بل لأن السكوت علامة الرضى.