نظمت ساكنة مدينة أيت ملول، يوم الأربعاء المنصرم، وقفة احتجاجية ضد ما وصفه المحتجون بتملص المجلس البلدي من وعوده السابقة التي قدمها لساكنة الأحياء المتضررة من مشروع محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تشتغل بالفيول، وهو ما اعتبره المحتجون تهديدا مباشرا للمجال البيئي ولصحة المواطنين، اعتبارا للاهتزازات المرافقة لاشتغال المشروع، وكذا لقرب المحطة من تجمعات بشرية آهلة بالسكان، تضم أحياء (الأمل تمرسيط، ادمين، الشهداء، والكهربائيين). وأفاد بيان -توصلت «المساء» بنسخة منه- أن ساكنة الأحياء المذكورة ترفض مطلقا إقامة مشروع محطة توليد الكهرباء بالفيول بهاته المنطقة. واستنكر البيان ذاته إقدام مكتب الكهرباء على اجتثاث العشرات من أشجار الأركان، وتسريع وتيرة الأشغال لإقامة المشروع قبل صدور أي رد من المجتمع المدني، ودون مراعاة لتأثيراته الخطيرة على البيئة والصحة، وفي تناقض تام مع مقتضيات مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة. وقال البيان نفسه إن هاته الوحدة الصناعية ستمثل خطرا بيئيا كبيرا على المدينة، حيث إن الآثار السلبية لهذا المشروع، سيكون امتدادها على طول محيط مغناطيسي يقدر بعشرات الكيلومترات، كما أن الطاقة المستعملة في تشغيل هاته الوحدة والمتكونة من الفيول والكازوال ستقدر بآلاف الأطنان، ستتحول كلها إلى أدخنة ومواد ملوثة للجو، واستطرد البيان نفسه، أنه في الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة نقل هاته المحطة إلى وجهة أكثر أمانا، تفاجؤوا بالمسؤولين يعملون على تطوير هذا المشروع وتقوية طاقته الاستيعابية ليصبح مشروعا يعمل بالطاقة، بعد أن كان دوره مقتصرا على تحويلها فقط. إلى ذلك طالب البيان نفسه، الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري لإيقاف هذا المشروع نظرا لما يمثله من خطر على صحة المواطنين، وإقامته في مكان ملائم وبعيد عن أي تجمع سكاني، وكذا العمل على إعادة التوازن الإيكولوجي للبيئة، وتعويض الثروة الطبيعية من شجر الأركان التي تعرضت لتدمير واجتثاث غير مسبوقين، ضمانا لحق الساكنة المشروع في العيش وسط بيئة سليمة. وفي هذا الصدد قال حريش الحسين، رئيس جمعية أبواب مفتوحة، المهتمة بالمجال البيئي، إنه سبق للمكتب الوطني للكهرباء أن نظم بتنسيق مع المجلس البلدي، زيارة لفائدة جمعيات المجتمع المدني ومستشارين جماعيين لمحطة مشابهة بطانطان، بهدف تطمين الساكنة بخصوص المخاطر والانعكاسات السلبية للمحطة المزمع إنشاؤها بايت ملول، غير أنه تبين أن المعاينة شملت محطة تبعد بحوالي 50 كيلومترا عن محيط مدينة طانطان، وتشتغل لمدة ساعتين فقط خلال اليوم، كما أنها تشتغل وفق نظام لا يصدر أصواتا مزعجة، بخلاف مشروع محطة أيت ملول القريب من التجمعات السكنية، هذا إلى جانب الضجيج المنتظر انبعاثه من المحطة بقوة 75 (ديسبيل) وهو ما يفوق معدل قدرة التحمل لدى الإنسان العادي. ومن جانبه قال خالد أعسو، عضو بالمكتب المسير للمجلس البلدي، إن المجلس بدوره، وبعد إعداد دراسة التأثيرات البيئية المتعلقة بالمشروع، قرر بالإجماع رفض إقامة المحطة بالموقع المذكور، ويشاطر الساكنة المحلية تخوفاتهم من الانعكاسات الصحية لمشروع المحطة الطاقية المشتغلة بالفيول. وأضاف المصدر نفسه، أن المجلس خلص إلى أن صاحب المشروع ملزم باحترام التوجيهات والمعايير العمرانية، وتقديم المشروع في موقع آخر مخصص لهذا النوع من الأنشطة بعيدا عن التجمعات السكانية.