تواصل غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، صباح يوم الخميس المقبل، النظر في قضية شبكة التهجير السري، التي بلغ عدد عناصرها 55 متهما، يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي بالمركب السجني عكاشة، بالدارالبيضاء.وعرفت جلسة يوم الخميس ما قبل الماضي، التي تعد الثانية في القضية، تسجيل إنابات محامين جدد للترافع والدفاع عن موكليهم، كما عرفت مرافعة بعض المحامين، الذين أشاروا إلى "الظروف اللاإنسانية"، التي يعيشها المشتبه بهم داخل زنازنهم بالمركب السجني عكاشة. كما جرى تنقيل 17 متهما متابعا في القضية من المركب السجني عكاشة إلى السجن المحلي بالمحمدية، لأسباب مازالت غامضة، ما جعل أسر وذوي المتهمين يراسلون الوكيل العام للملك، لإخباره بطريقة ترحيل المتهمين واستفساره عن أسبابه. واعتبر دفاع المتهمين المرحلين إلى سجني برشيد والمحمدية، أن الترحيل جاء "انتقاما من المتهمين لتسريبهم معلومات إلى وسائل الإعلام المكتوبة". وطالب دفاع عنصر ب"الديستي" يتابع ضمن الشبكة الدولية للتهجير السري، بمنح موكله السراح المؤقت، بعد أن أوضح أن المشتبه به يعيش "أوضاعا مأساوية داخل زنزانته ويعامل معاملة سيئة"، إذ قضى 20 يوما في "الكاشو"، كإجراء عقابي لحيازته هاتفا محمولا. وكشف أحد المحامين أن مجموعة من المتهمين أضربوا عن الطعام، احتجاجا على "الأوضاع اللاإنسانية داخل السجن"، كما طالب هيئة المحكمة باستدعاء حفيظ بنهاشم، مدير المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وشهدت الجلسة، التي انطلقت في العاشرة صباحا، حضورا أمنيا مكثفا، وحضور عدد كبير من أفراد أسر المتهمين المتابعين، في إطار ما يعرف بشبكة التهجير السري. وسبق لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن حققت مع 29 رجل أمن برتب مختلفة من بينهم عميد شرطة، كان يعمل رئيس مصلحة بميناء طنجة، وشرطيتان، وضابط يعمل بولاية أمن أنفا بالدارالبيضاء. وقال مصدر أمني إن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تلقت تعليمات من مسؤولين أمنيين بالإدارة العامة للأمن الوطني، لفتح تحقيقات مباشرة مع كل رجال الأمن، الذين ذكرت أسماؤهم، أثناء التحقيقات التمهيدية. يشار إلى أن شبكة ما يعرف بالتهجير غير الشرعي، التي تورط فيها 29 رجل أمن برتب مختلفة، من بينهم عميد شرطة، ومفتشو شرطة، عجلت بتعيين أفراد يعملون بمديرية الدراسات وحفظ المستندات (لادجيد) بمطار محمد الخامس الدولي، قصد إنجاز تقارير مفصلة حول الأجهزة الأمنية العاملة بالمطار ونقط أخرى للعبور. وفي موضوع ذي صلة، يذكر أن حمى الهجرة غير الشرعية تزداد مع تفاقم مشكلات الفقر والبطالة، إذ تشهد الشواطئ الأوروبية الكثير من جثث المهاجرين التي تطرحها زوارق الموت في الليالي المظلمة. وخلال خمس سنوات، وصل عدد المفقودين والغرقى على شواطئ مضيق جبل طارق نحو عشرة آلاف. وتشير إحصاءات إلى أن عدد المقيمين بصورة غير شرعية في ألمانيا وحدها بلغ 300 ألف شخص من بينهم الكثير من العرب. وينشط وكلاء التهريب السري على ضفاف البحر المتوسط، إذ يستثمرون حلم الفقراء في الوصول إلى "الأرض الموعودة" في البلاد الأوروبية. لكن في الكثير من الحالات تكون المأساة هي النتيجة. ومن خلال إحصاء أنجزته جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية، التي تكرس جهودها لمحاربة تهريب البشر في إسبانيا، يتبين أن مشروع الهجرة يتكون منذ الطفولة، ليتحول إلى هاجس في مرحلة البلوغ.