علمت "المغربية" من مصادر مطلعة، أول أمس الاثنين، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في تطوان، أحال على رجال الأمن بشكل مستعجل، ملف فتاة مختلة عقليا مشردة، تبلغ من العمر نحو 23 سنة، رفضت أسرتها أن تأويها، بعد تعرضها للاغتصاب الجماعي أكثر من مرة، على أيدي مشردين ومنحرفين ولصوصوجرى ذلك ببعض أحياء المدينة، وتحديدا في حي عقبة الحلوف بالقرب من كلية العلوم في تطوان، وهو المكان الذي قال بشأنه أحد الجامعيين في لقاء مباشر مع المغربية، "إنه شهد اعتداء عليها من قبل بعض الطلبة المجهولة هوياتهم، الذين قاموا باغتصابها أيضا". ووفقا لمصدر أمني، فإن رجال الأمن عهد إليهم أمر الاتصال بأسرة الفتاة لاستقبالها، وتوقيع التزام يضمن أنه في حالة وجود الفتاة في الشارع ستجري معاقبتهم، باعتبارها مختلة عقليا. وعلمت "المغربية" من مصدر طبي أن زيارة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي إلى تطوان، أخيرا، لافتتاح أيام دراسية لإحدى الجمعيات النسائية، ترتب عنها تدخلها وإحالة ملفها على لجنة مكونة من مسؤولي الوزارة وجمعية حقوق الناس. وذكر المصدر الأمني، أن ولاية أمن تطوان، تدخلت في الأمر كذلك، بعدما توصلت بملف الفتاة، من نشطاء حقوقيين من جمعية حقوق الناس، الذين اشتكوا أمر بعض المؤسسات الفندقية التي رفضت استقبالها، لأنها لا تتوفر على ما يثبت هويتها، وبعد عثور الحقوقيين على تصريح ضامن، استقبلت بموجبه بإحدى المؤسسات الفندقية، إذ جرى تنظيفها وإلباسها لباسا نظيفا، لتعرض في اليوم الموالي على طبيب مختص في طب النساء والولادة، الذي أكد أنها حامل في شهرها الخامس. في السياق ذاته، ربطت فعاليات حقوقية الاتصال بجمعية الأمهات العازبات في مدينة طنجة، إذ ذكر مصدر مقرب من الجهة، التي أوكل لها أمر تتبع حالة الفتاة، أن الأخيرة رفضت في بداية الأمر استقبالها، بحجة أن الجمعية تستقبل الأمهات العازبات بعد وضعهن، لكن المسؤولين عن الجمعية سرعان ما تفهموا الأمر، وقبلوا باستقبال الفتاة، التي عاشت أصعب اللحظات في ليالي باردة وممطرة، تنقلت خلالها بين مختلف الأحياء، فرارا من غطرسة منعدمي الضمير، قبل أن ينتهي بها المطاف للجوء إلى ساحة مولاي المهدي، أحد أبرز الفضاءات الآمنة التي لا تنقطع بها الإضاءة، ورغم ذلك لم تسلم من حيوانية منعدمي الضمير، لولا تدخل بعض الغيورين من المارة. الغريب في الأمر، أن الفتاة رفضت البقاء بمقر الجمعية بطنجة، وجرى إعادتها إلى تطوان، وتحديدا إلى مستشفى الأمراض العقلية، حيث تعذر توفير سرير لها، لتقرر الجهة التي أوكلت لها مهمة تدبير ملفها، فتح حوار مع أسرتها، التي رفضت بشكل قاطع استقبالها، وهو ما أدى باللجنة إلى طرح ملفها على وكيل الملك. وتعالج الفتاة حاليا بمقر منزل أسرتها، وتزورها بين فترة وأخرى مساعدة اجتماعية من جمعية حقوق الناس، سعيا إلى إكسابها الثقة جراء ما تعرضت له من شتى أنواع الاعتداء والاغتصاب على أيدي المنحرفين والمشردين والمعتوهين واللصوص في مدينة تطوان. في موضوع ذي صلة، تلقى الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تاهلة التابعة جغرافيا لإقليم تازة، شكايتين تتعلقان بعمليتي اغتصاب. وحسب المعطيات الواردة في الشكاية الأولى، تعرضت شابة معاقة ذهنيا تبلغ من العمر 38 سنة، للاغتصاب من طرف المسمى (أ.ص)، فيما تضمنت الشكاية الثانية، تعرض طفلة تبلغ من العمر 15سنة، لاغتصاب من طرف شاب يقطن في منطقة تاهلة. وارتباطا بحالتي الاغتصاب، أعلن الفرع المحلي للجمعية إدانته لمرتكبي عمليتي الاغتصاب، معتبرا ما قام به المتهمون عملا إجراميا في حق الطفولة والشباب ومسا بكرامتهم خاصة إذا كانت الضحية "معاقة ذهنيا" أو قاصرا. كما طالب الفرع السلطات الأمنية والقضائية والمحلية بفتح تحقيقات معمقة بشأن الشكايتين، ومعاقبة مرتكبي هذه الانتهاكات وإنصاف الضحايا ورد الاعتبار لهم وإلى عائلاتهم.