أكدت ميلان فيرفر، السفيرة المتجولة المكلفة بقضايا المرأة عبر العالم، بوزارة الخارجية الأميركية، أن المغرب الذي حقق "تقدما هائلا"، خلال السنوات الأخيرة، على صعيد الإصلاحات، الرامية إلى ترسيخ حقوق المرأة، أصبح نموذجا يحتذى به في هذا المجال. وقالت المسؤولة الأميركية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش الاجتماع، الذي عقدته، يوم الخميس الماضي، بوزارة الخارجية الأميركية، مع وفد نسائي مغربي، "في مجال حقوق المرأة، حقق المغرب تقدما هائلا، خلال السنوات الأخيرة، وأصبح نموذجا في المنطقة، من خلال إصلاح مدونة الأسرة على الخصوص". ويضم الوفد المغربي فتيحة العيادي، النائبة البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، ونائبة رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، وخديجة الرويسي، رئيسة جمعية "بيت الحكمة"، ورئيسة لجنة الأخلاقيات بحزب الأصالة والمعاصرة، وزهرة شكاف، رئيسة اتحاد النساء الحركيات، ونائبة أولى لرئيس جمعية النواب البرلمانيين الصحراويين. وأبرزت فيرفر أن هذه الإصلاحات تشكل "إنجازا مثيرا للإعجاب، وأهنئ النساء والناشطات وكافة الأشخاص، الذين انخرطوا في هذا المجال" من أجل تفعيل هذه الإصلاحات. كما أشادت بالمصادقة على التدابير المواكبة لمدونة الأسرة الجديدة، والرامية إلى تحسيس النساء، ورجال القانون، ومجموع المتدخلين، بمضمون ومقتضيات هذا القانون الجديد، منوهة، في هذا الإطار، بالتعاون المتميز بين المغرب والولايات المتحدة، في مجال النهوض بحقوق المرأة. وخلال هذا اللقاء، أبرزت الرويسي التطور الإيجابي، الذي عرفه المغرب في مجال حقوق الإنسان، لاسيما حقوق المرأة، التي شهدت وضعيتها تطورا ملحوظا بعد إصلاح مدونة الأسرة. وأشارت الرويسي، خلال هذا الاجتماع مع المستشارة بمكتب قضايا المرأة، عبر العالم، بوزارة الخارجية الأميركية، ديان كيلي، إلى أن هذا الإصلاح مكن المغرب من احتلال موقع مهم في العالم العربي، في مجال النهوض بحقوق المرأة. وأوضحت رئيسة جمعية "بيت الحكمة" أيضا، أن تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة مكنت من تسليط الضوء على حالات الانتهاكات الماضية لحقوق الإنسان، وتعويض ضحايا هذه التجاوزات، مبرزة أن المغرب منخرط بعزم في مسلسل النهوض بثقافة حقوق الإنسان، ومحاربة الإفلات من العقاب. ومن جهتها، قالت فتيحة العيادي إن مجموع هذه الإصلاحات المهمة تعد إشارة واضحة للاتجاه، الذي قرر المغرب السير فيه، في إطار تعزيز مسلسله في الدمقرطة والنهوض بحقوق المرأة، وانخراطها السياسي. وأشارت العيادي، أيضا، إلى أن نظام الحصص، الذي اعتمد، خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، مكن من انتخاب ما لا يقل عن 3500 امرأة في مختلف البلديات. وبدورها، ركزت زهرة شكاف على أهمية مشاركة المرأة الصحراوية، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواء على الصعيد المحلي، أو الوطني، مذكرة، في هذا الإطار، بأنه جرى تسجيل أعلى معدل للمشاركة، في هذه الانتخابات الأخيرة، بأقاليم الجنوب، بنسبة وصلت إلى أزيد من 80 في المائة. وتجدر الإشارة إلى أن الوفد المغربي أجرى، خلال زيارته إلى واشنطن، العديد من اللقاءات والمباحثات مع عدد من المسؤولين الأميركيين، ولاسيما بالكونغرس ووزارة الخارجية، وكذا مع ممثلي مجموعات تفكير ومعاهد للبحث، ومنظمات غير حكومية أميركية، بهدف إطلاعهم على المناخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الذي تتطور فيه المملكة، وإبراز الإصلاحات المهمة، التي عرفها المغرب في كافة الميادين.