اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس الأربعاء، بفكيك، على مجموعة من المشاريع الخاصة بتنمية وتطوير قطاع الفلاحة، والمياه والغابات، ومحاربة التصحر، والتكوين المهني بإقليم فكيك، بغلاف مالي يصل إلى 452 مليون درهم. (ح م) وتشمل هذه المشاريع تنمية سلسلة التمور بواحات فكيك، وتنمية قطاع النخيل بواحات بوعنان، والتنمية الفلاحية بدائرة بني تدجيت، ومكافحة التصحر والحد من آفة الفقر بالنجود العليا الشرقية، وإحداث مركب للتكوين المهني في المجال الفلاحي بفكيك. وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول مشروع تنمية سلسلة التمور بواحات فكيك، الذي يرمي إلى إنقاذ واحة فكيك، خاصة أشجار النخيل، وتثمين منتوج التمور والحد من الهجرة القروية وخلق فرص الشغل. ويستفيد من هذا المشروع، الذي سيجري إنجازه خلال الفترة بين 2010 و2013، والذي رصدت له اعتمادات مالية بقيمة تفوق 151 مليون درهم، 1363 فلاحا. ويهم المشروع على الخصوص، جر المياه من سد اسفيسف إلى واحة فكيك على طول 59 كلم وإصلاح، وترميم شبكة الري في الواحة القديمة، وتجهيز الواحات الجديدة بنظام الري بالتنقيط، وتكثيف وتأهيل واحات النخيل على مساحة 1140 هكتارا، وتثمين منتوج التمور، وكذا تكوين وتأطير المستفيدين. وسيمكن مشروع تنمية التمور بواحات فكيك، الذي تساهم في تمويله وزارة الفلاحة والصيد البحري، وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وصندوق التنمية القروية، من الرفع من عدد أشجار النخيل من 189 ألف شجرة حاليا إلى 223200 شجرة في أفق سنة 2020 . كما سيساهم في الرفع من إنتاج التمور بالمنطقة من 2041 طنا إلى 6696 طنا، وكذا الرفع من القيمة الإجمالية للإنتاج من 24 مليونا و500 ألف درهم إلى 112 مليونا و940 ألف درهم. كما اطلع جلالة الملك على مشاريع للتنمية الفلاحية بدائرة بني تدجيت، التي تتطلب تعبئة استثمارات مالية بقيمة 60 مليونا و360 ألف درهم. وتروم هذه المشاريع، التي يستفيد منها أربعة آلاف فلاح، تحسين الري على مساحة ألفي هكتار، والرفع من إنتاج التمور بنسبة 76 في المائة، والرفع من إنتاج الزيتون بنسبة 90 في المائة، وتوفير ما يناهز 340 ألف يوم عمل. وتتضمن هذه المشاريع مجموعة من العمليات تشمل تحسين شبكة السقي الصغير على مساحة ألفي هكتار، وتأهيل وإعادة إعمار الواحات التقليدية بغرس 50 ألف فسيلة، والتأطير الصحي للماشية، وتزويد الكسابين بالأعلاف، وخلق مشاريع مدرة للدخل لفائدة المرأة القروية. وقدمت لجلالة الملك، كذلك شروحات بخصوص مشروع تنمية قطاع النخيل بواحات بوعنان، الذي رصد له غلاف مالي يبلغ 25.5 مليون درهم. ويسعى المشروع الذي يساهم في تمويله كل من حساب تحدي الألفية، والدولة، والخواص، إلى تحسين الري على مساحة 520 هكتارا، والرفع من إنتاج التمور بنسبة 76 في المائة، وتوفير ما يناهز 120 ألف يوم عمل. كما يهدف إلى تحسين دخل الفلاحين، وتقليص مستوى الفقر، والمحافظة على واحات النخيل وتثمين إنتاج التمور. ويتضمن المشروع، الذي يستفيد منه 730 فلاحا، على الخصوص، عدة عمليات لتحسين أداء شبكة الري الصغير والمتوسط، وهيكلة الواحات التقليدية بغرس 20 ألف فسيلة، وتثمين المنتوج عبر دعم وحدة لتلفيف التمور. وبالمناسبة ذاتها، استمع جلالة الملك إلى شروحات حول مشروع تشاركي لمكافحة التصحر والحد من آفة الفقر بالنجود العليا الشرقية، تنجزه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، بغلاف مالي يصل إلى 190 مليون درهم. ويروم المشروع، الذي تساهم فيه كل من المندوبية والصندوق العالمي للبيئة، والصندوق العالمي للتنمية القروية، ووزارة الفلاحة والصيد البحري، والمستفيدون، وشركاء آخرون، تحقيق التنمية المستدامة للموارد الطبيعية وتقليص الفقر في النجود العليا، من خلال إعادة تأهيل الأنظمة البيئية المتردية وتحسين إنتاجية المجال الغابوي والرعوي والمساهمة في التنمية المحلية ومحاربة الفقر. وتتمثل الانعكاسات الإيجابية للمشروع في ضمان التدبير المستدام للأراضي (المجال الغابوي وأراضي الجموع)، مما سيكون له أثر إيجابي على قطيع الماشية بالمنطقة، والنهوض بالأنشطة المدرة للدخل، ومحاربة التصحر من خلال المحافظة على الفضاء الحيوي وحماية التربة.