توجه الوزير الأول، عباس الفاسي، أمس الثلاثاء، إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، حيث سيمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في القمة العالمية حول التغيرات المناخية، وفق بلاغ للوزارة الأولى. ومن المتوقع أن تتوصل قمة كوبنهاغن، التي يشارك فيها أزيد من مائة رئيس دولة وحكومة، إلى اتفاق عالمي جديد، يسمح بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، وتجنب تأثير التغيرات المناخية. ويولي المغرب، خلال السنوات الأخيرة، أهمية قصوى لقضايا المناخ والبيئة، في كثير من المبادرات، التي جعلت من الحفاظ على توازن الموارد الطبيعية، وتجددها وضمان جودتها، مكونا رئيسيا في المخططات التنموية. وتبرز الرؤى والتوجهات، التي عبر عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من خلال العديد من الخطب والمبادرات، الإدراك القوي للعلاقة المتينة بين المحافظة على البيئة وتحقيق التنمية. وعبرت الرسالة الملكية إلى المشاركين في الندوة الدولية حول التغيرات المناخية، (الرباط 16 أكتوبر الماضي)، أبلغ ما يكون التعبير عن هذه العلاقة، بقول جلالته إن "من شأن التدهور الشامل لجميع الأنظمة البيئية، الأرضية والبحرية والساحلية، أن يفضي إلى اختلالات نوعية في توازنها وإلى تهديد التنمية، سواء بالنسبة للأجيال الحاضرة أو المستقبلية"، مضيفا جلالته أن "الرهان يكمن في القدرة على المزاوجة بين التنمية، وبين الحرص على الحد من الغازات، والاقتصاد في الموارد الطبيعية". ويشكل التصور الذي عبرت عنه الرسالة الملكية، استمرارا للنهج، الذي رسمه خطاب العرش في يوليوز الأخير، والذي خصص فقرة كاملة لموضوع البيئة، قال فيها جلالة الملك إن "المغرب، وهو يواجه، كسائر البلدان النامية، تحديات تنموية حاسمة وذات أسبقية، فإنه يستحضر ضرورة الحفاظ على المتطلبات البيئية والتزاما منه بذلك، نؤكد وجوب انتهاج سياسة متدرجة وتأهيلية شاملة، اقتصادا وتوعية". وفي الخطاب نفسه، دعا جلالته الحكومة إلى "إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها ومحمياتها ومواردها الطبيعية، ضمن تنمية مستدامة". وهو ما جدد جلالة الملك التأكيد عليه في مجلس الوزراء المنعقد في الرباط بتاريخ 24 شتنبر الماضي، وخصصت أشغاله بالكامل للقضايا المرتبطة بالبيئة، ومنها تفعيل الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب في مجال تطوير الطاقات المتجددة، التي ستساهم بشكل فعال في المحافظة على البيئة.