عرف ميدان حقوق الإنسان "تروكاديرو" بباريس، يوم السبت المنصرم، تنظيم تظاهرة كبرى للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، وبتصرفات المدعوة أميناتو حيدر. وخلال هذه التظاهرة، التي نظمتها الجمعية الصحراوية لدعم مشروع الحكم الذاتي، بشراكة مع اللجنة الخاصة المكلفة بالصحراء المغربية بأوروبا، ندد صحراويو أوروبا بقوة بالانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف ب"مباركة السلطات الجزائرية". كما شجبوا تصرفات المدعوة أميناتو حيدر، التي وصفوها ب"الدمية" في يد "بوليساريو" والأجهزة الأمنية الجزائرية. في هذا السياق، دعوا المنتظم الدولي إلى تدخل "فوري ومناسب" لوضع حد لمعاناة الأسر التي تتحمل مآسي الاحتجاز لأزيد من ربع قرن. كما ندد المتظاهرون بقادة "بوليساريو"، الذين يواصلون استغلال معاناة المغاربة المحتجزين في تندوف بهدف تضخيم حساباتهم في الأبناك. وأكدوا أن الانتهاكات التي يمارسها "البوليساريو" لا تستثني لا الأطفال ولا النساء، ولا الأشخاص المسنين، داعين المنتظم الدولي إلى العمل على تسليط الضوء على حقيقة ما يحدث في مخيمات العار. كما وجهوا النداء لكافة المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، من أجل التدخل للحيلولة دون استمرار "انتهاك الكرامة الإنسانية، لاسيما المجازر المرتكبة في حق الأبرياء، والاحتجاز القسري للمغاربة بمخيمات تندوف، لكونهم، ببساطة، طالبوا بحقهم المشروع في الالتحاق بالوطن الأم". وأبرزوا أن "دعم "بوليساريو" يعني خيانة مبادئ منظمة الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي، وأيضا التواطؤ مع الانفصاليين، الذين يستهدفون سيادة الدولة".كما أشار المتظاهرون إلى أن "بوليساريو" أصبح متجاوزا بالأحداث التاريخية، وليس بمقدوره تقديم جواب مناسب للمقترح السخي للحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الجنوبية للمملكة"، وهو المشروع الذي حظي بدعم واسع من قبل المنتظم الدولي. من جهة أخرى، عبر هؤلاء عن انخراطهم الكامل في التوجيهات السديدة الواردة في الخطاب الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس في سادس نونبر الأخير إلى الأمة. وحمل المتظاهرون العلم الوطني وصورا لجلالة الملك، ولافتات كتبت عليها شعارات من قبيل "نحن صحراويو أوروبا، نعرب عن دعمنا لمشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة"، و"انخراط تام في مضامين خطاب 6 نونبر"، و"الصحراء مغربية بحكم التاريخ، والجغرافيا، والثقافة".